قسم الكتاب المقدس
سلسلة الردود على الشبهات ضد الكتاب المقدس
(1) الإعتراضات على سفر التكوين و الرد عليها الجزء الأول
ســؤال 1 :
وردت قصة الخلق مرتان في الأصحاحين الأول والثاني من سفر التكوين , في الأصحاح الأول ذكر أن الله خلق الإنسان ذكراً وأنثى ، ولكن الأصحاح الثاني يقول إن الله خلق آدم ثم خلق حواء , وهذا تناقض في أصحاحين متتاليين ؟
الـــــرد عليه :
* القصة تحكي أمراً واحداً هو خلق أبوينا
الأولين , وردت القصة مختصرة في الأصحاح الأول ومفصَّلة في الأصحاح الثاني ، لأن الأصحاح
الأول ذكر القصة كجزء من قصة الخليقة كلها ، وفصَّلها موسى النبي في الأصحاح الثاني فذكر
كيف خُلق آدم من التراب وحواء من إحدى أضلاع آدم، ووصف لنا مشاعر آدم قبل خلق حواء
وبعده ، وأورد القصيدة الشعرية الأولى في التاريخ ، والتي نظمها آدم لما رأى زوجته ، أم
كل حي , القصتان متكاملتان .
ســؤال2 :
ورد في تكوين 1: 3 وقال الله : ليكن نور فكان نور وفي تكوين 1 : 14 وقال الله لتكن أنوار في جَلَد السماء , ألم يخلق الله النور في آية 3 ؟
الـــــرد عليه :
* الذي يعترض بهذا يكشف جهله العلمي ، فكل من درس عن الغيوم السديمية التي يعرفها كل علماء الفلك يدرك أنه كانت هناك عصور أنوار كونية قبل أن تتشكل الشمس , فكانت أضواء الغيوم السديمية تضيء الكون .
* الذي يعترض بهذا يكشف جهله العلمي ، فكل من درس عن الغيوم السديمية التي يعرفها كل علماء الفلك يدرك أنه كانت هناك عصور أنوار كونية قبل أن تتشكل الشمس , فكانت أضواء الغيوم السديمية تضيء الكون .
ســـؤال 3 :
في تكوين 2 : 2 يقول إن الله استراح وفي إشعياء 40 : 28 يقول إن الله لا يكلّ ولا يعيا , وهذا تناقض , فالذي يتعب هو الذي يستريح ؟
الـــــرد عليه :
* كلمة استراح لا تعني أنه انتهى نهائياً من العمل الذي قام به بل أنه راض ومسرور بما عمل (وهذا هو المعنى العبري للكلمة أرتاح) , فالله لم يتوقف عن العناية بخليقته ، فهو ضابط الكل , ويقول المسيح : أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل (يوحنا 5: 17) , أنظر أيضاً صفنيا 3: 17 ... يسكت في محبته. أي يرتاح في محبته فالراحة هي راحة الرضى والسرور .
* كلمة استراح لا تعني أنه انتهى نهائياً من العمل الذي قام به بل أنه راض ومسرور بما عمل (وهذا هو المعنى العبري للكلمة أرتاح) , فالله لم يتوقف عن العناية بخليقته ، فهو ضابط الكل , ويقول المسيح : أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل (يوحنا 5: 17) , أنظر أيضاً صفنيا 3: 17 ... يسكت في محبته. أي يرتاح في محبته فالراحة هي راحة الرضى والسرور .
ســـؤال 4 :
ورد في سفر التكوين 2 : 17 وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها ، لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت , وهذا خطأ ، لأن آدم أكل منها ولم يمت في يوم الأكل ، بل عاش بعده أكثر من 900 سنة ، كما جاء في تكوين 5 : 5 ؟
الـــــرد عليه :
* هناك أربعة أنواع من الموت : (1) الموت الجسدي الذي ينهي الحياة هنا على الأرض . (2) الموت الروحي ، وهو الانفصال عن الله نتيجة الخطية ، كما وصف الأب ابنه الضال أنه كان ميتاً وضالًا وهو في البُعد عن أبيه ، فصار حياً ووُجد لما رجع إلى بيت أبيه (لوقا 15: 24) .(3) الموت الأدبي وهو فقدان للصورة الأولي لآدم سيد الخليقة و تاجها الذي أصبح يخاف من الطبيعة و الحيوانات . (4) الموت الأبدي في جهنم النار , وقد مات آدم الموت الروحي لما عصى الله , قال بولس الرسول : وأنتم إذ كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا (أفسس 2: 1) , فلما تعدى آدم الوصية حُرم رضا خالقه ، واستوجب سخطه ، وأصبح عرضةً للأتعاب والأمراض , ولا ينتهي هذا الحال الأليم إلا بانحلال الجسم وانفصال الروح من الجسد , ففي يوم أكله من الشجرة دبت فيه أسباب الموت ، وهذا هو معنى قوله : يوم تأكل منها موتاً تموت , فمن وقت الأكل حُرم من رؤية الله ، وخسر صورته المقدسة ، واستوجب عقاب خالقه , وليس هو وحده فقط بل ذرّيته معه ، لأنه كان نائباً عنها , وهذا هو عهد الأعمال , ونيابة آدم عن ذريته ففي الأعراف 172 , إذ أخذ ربُّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وورد في الحديث : فجحد آدم فجحدت ذريته ، ونسي آدم فأكل الشجرة فنسيت ذريته ، فخطئ آدم فخطئت ذريته , أخرجه الترمذي وغيره , وعندما أخطأ آدم وحواء جاء الحديث عنهما بصيغة المثنَّى في الأعراف 19-22 ، ولكن العقاب الذي حلّ بهما جاء في صيغة الجمع ، لأن آدم وحواء جرّا ذريتهما للخراب ، فقال الله لهما في الأعراف 24 اهبطوا بعضكم لبعضٍ عدو , ولما أخطأ آدم استوجب سخط الخالق، وهذا هو الموت الأكبر .
* هناك أربعة أنواع من الموت : (1) الموت الجسدي الذي ينهي الحياة هنا على الأرض . (2) الموت الروحي ، وهو الانفصال عن الله نتيجة الخطية ، كما وصف الأب ابنه الضال أنه كان ميتاً وضالًا وهو في البُعد عن أبيه ، فصار حياً ووُجد لما رجع إلى بيت أبيه (لوقا 15: 24) .(3) الموت الأدبي وهو فقدان للصورة الأولي لآدم سيد الخليقة و تاجها الذي أصبح يخاف من الطبيعة و الحيوانات . (4) الموت الأبدي في جهنم النار , وقد مات آدم الموت الروحي لما عصى الله , قال بولس الرسول : وأنتم إذ كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا (أفسس 2: 1) , فلما تعدى آدم الوصية حُرم رضا خالقه ، واستوجب سخطه ، وأصبح عرضةً للأتعاب والأمراض , ولا ينتهي هذا الحال الأليم إلا بانحلال الجسم وانفصال الروح من الجسد , ففي يوم أكله من الشجرة دبت فيه أسباب الموت ، وهذا هو معنى قوله : يوم تأكل منها موتاً تموت , فمن وقت الأكل حُرم من رؤية الله ، وخسر صورته المقدسة ، واستوجب عقاب خالقه , وليس هو وحده فقط بل ذرّيته معه ، لأنه كان نائباً عنها , وهذا هو عهد الأعمال , ونيابة آدم عن ذريته ففي الأعراف 172 , إذ أخذ ربُّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وورد في الحديث : فجحد آدم فجحدت ذريته ، ونسي آدم فأكل الشجرة فنسيت ذريته ، فخطئ آدم فخطئت ذريته , أخرجه الترمذي وغيره , وعندما أخطأ آدم وحواء جاء الحديث عنهما بصيغة المثنَّى في الأعراف 19-22 ، ولكن العقاب الذي حلّ بهما جاء في صيغة الجمع ، لأن آدم وحواء جرّا ذريتهما للخراب ، فقال الله لهما في الأعراف 24 اهبطوا بعضكم لبعضٍ عدو , ولما أخطأ آدم استوجب سخط الخالق، وهذا هو الموت الأكبر .
ســـؤال 5 :
جاء في تكوين 2: 18 ليس جيداً أن يكون آدم وحده ، فأصنع له معيناً نظيره وهذا يتناقض مع وصية بولس في 1 كورنثوس 7: 27 والتي تقول : أنت منفصل عن امرأة فلا تطلب امرأة ؟
الـــــرد عليه :
(1) لا يبحث بولس في 1كورنثوس 7: 27 موضوع الزواج إن كان محللًا أو محرماً , ونجد رأي الرسول في قوله : لكنك وإن تزوجت لم تخطئ وإن تزوجت العذراء فلم تخطئ (1كورنثوس 7: 28) , ومن هذا يتضح أن بولس لا ينظر إلى الزواج كخطية أو أمر يعترض عليه .(2) نجد تفسير نصيحة بولس هذه في عدد 26 لسبب الضيق الحاضر حسنٌ للإنسان أن يكون هكذا (أي غير متزوج) , فسبب نصيحة بولس هذه هو الضيق الذي كان واقعاً على المؤمنين في ذلك العصر , ومن له زوجة وأولاد في ذلك كان بالطبع يتألم أكثر كثيراً مما لو كان منفرداً بنفسه ، إذ يشعر بعبء الآلام الواقعة على عائلته علاوة على ما يقع عليه شخصياً , فمعنى كلام بولس أنه بإزاء هذه الظروف يكون المسيحي غير المتزوج أخف حملًا من المتزوج , وكل غرضه أن يوفر على المؤمنين أتعاباً كهذه (انظر عددي 28 و40) .(3) قال الرسول بولس في عدد 32 فأريد أن تكونوا بلا همّ , غير المتزوج يهتم في ما للرب كيف يرضي الرب ، أما المتزوج فيهتم بما للعالم كيف يرضي امرأته , فغير المتزوج يستطيع أن يعمل أكثر لامتداد الملكوت من المتزوج ، فغير المتزوجين أصحاب المجال الأوسع لخدمة الرب هم الذين لهم موهبة ضبط النفس المشار إليها في آيات 7_9 ومن ليست له هذه الموهبة فالرسول ينصحه بالزواج .(4) لا يناقض بولس قول الرب ليس جيداً أن يكون آدم وحده بل فقط يقول للكورنثيين إنهم يحسنون إن لم يتزوجوا بسبب تلك الظروف الخاصة بهم ، وإن مجال خدمة الرب في هذه الحالة يتسع أمامهم , غير أن هذا موجَّه في أحوال خاصة واستثنائية .
(1) لا يبحث بولس في 1كورنثوس 7: 27 موضوع الزواج إن كان محللًا أو محرماً , ونجد رأي الرسول في قوله : لكنك وإن تزوجت لم تخطئ وإن تزوجت العذراء فلم تخطئ (1كورنثوس 7: 28) , ومن هذا يتضح أن بولس لا ينظر إلى الزواج كخطية أو أمر يعترض عليه .(2) نجد تفسير نصيحة بولس هذه في عدد 26 لسبب الضيق الحاضر حسنٌ للإنسان أن يكون هكذا (أي غير متزوج) , فسبب نصيحة بولس هذه هو الضيق الذي كان واقعاً على المؤمنين في ذلك العصر , ومن له زوجة وأولاد في ذلك كان بالطبع يتألم أكثر كثيراً مما لو كان منفرداً بنفسه ، إذ يشعر بعبء الآلام الواقعة على عائلته علاوة على ما يقع عليه شخصياً , فمعنى كلام بولس أنه بإزاء هذه الظروف يكون المسيحي غير المتزوج أخف حملًا من المتزوج , وكل غرضه أن يوفر على المؤمنين أتعاباً كهذه (انظر عددي 28 و40) .(3) قال الرسول بولس في عدد 32 فأريد أن تكونوا بلا همّ , غير المتزوج يهتم في ما للرب كيف يرضي الرب ، أما المتزوج فيهتم بما للعالم كيف يرضي امرأته , فغير المتزوج يستطيع أن يعمل أكثر لامتداد الملكوت من المتزوج ، فغير المتزوجين أصحاب المجال الأوسع لخدمة الرب هم الذين لهم موهبة ضبط النفس المشار إليها في آيات 7_9 ومن ليست له هذه الموهبة فالرسول ينصحه بالزواج .(4) لا يناقض بولس قول الرب ليس جيداً أن يكون آدم وحده بل فقط يقول للكورنثيين إنهم يحسنون إن لم يتزوجوا بسبب تلك الظروف الخاصة بهم ، وإن مجال خدمة الرب في هذه الحالة يتسع أمامهم , غير أن هذا موجَّه في أحوال خاصة واستثنائية .
ســـؤال 6 :
جاء في التكوين 3: 8 عن آدم وحواء بعد أن أكلا من الشجرة المنهيّ عنها : فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة فهل هناك مكان يهرب فيه الإنسان من وجه الرب ، بينما يقول داود النبي : أين أذهب من روحك ، ومن وجهك أين أهرب (مزمور 139: 7) ؟
الـــــرد عليه :
* الآية قد تعني :-(1) أن آدم وحواء هربا من ظهور الرب لهما بصورة فائقة ، كما يحاول التلميذ الغشّاش أن يهرب من المعلمّ .(2) أو أنهما ابتعدا عن المكان الذي كان الرب يظهر لهما فيه بهذه الصورة الفائقة ، كما يرفض الشرير دخول بيت العبادة .(3) أو أنهما ظنا أن يختبئا، بينما هما ظاهران لله الذي لا يُخفى عليه شيء .
* الآية قد تعني :-(1) أن آدم وحواء هربا من ظهور الرب لهما بصورة فائقة ، كما يحاول التلميذ الغشّاش أن يهرب من المعلمّ .(2) أو أنهما ابتعدا عن المكان الذي كان الرب يظهر لهما فيه بهذه الصورة الفائقة ، كما يرفض الشرير دخول بيت العبادة .(3) أو أنهما ظنا أن يختبئا، بينما هما ظاهران لله الذي لا يُخفى عليه شيء .
ســـؤال 7 :
جاء في تكوين 3: 16 في عقوبة حواء : إلى رجلك يكون اشتياقك ، وهو يسود عليك , ولكننا نجد دبورة قاضيةً لبني إسرائيل ، وقال لها باراق بخصوص محاربة الملك يابين : إنْ ذهبتِ معي أذهب ( قضاة 4: 4 و5 و14) , فكان باراق خاضعاً لدبورة ؟
الـــــرد عليه :
(1) لم تكن دبورة زوجة لباراق ، وزوجها اسمه لفيدوت , ولابد أن دبورة كانت زوجة فاضلة تخضع لزوجها كما تعلّمها الشريعة التي كانت تقضي بها للشعب , فليس في تصرّف دبورة تناقض مع تكوين 3: 16 .(2) ولابد أن حالة الرجال كانت مستقرة مطمئنة روحياً واجتماعياً حتى التفَّ الشعب كله حول دبورة لمحاربة سيسرا العدو المغتصِب , كما أن قيادتها للشعب جعلت الملك يابين وقائد جيشه سيسرا يستهينان بقيادة بني إسرائيل ، مما ساعد على إيقاع الهزيمة بهما .(3) تكوين 3: 16 كان عقاباً لحواء على سقوطها , لكن في حالة فدائها يرتفع عنها الحكم القاسي، ويكون قانون الحياة الزوجية خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله (أفسس 5: 21) .
(1) لم تكن دبورة زوجة لباراق ، وزوجها اسمه لفيدوت , ولابد أن دبورة كانت زوجة فاضلة تخضع لزوجها كما تعلّمها الشريعة التي كانت تقضي بها للشعب , فليس في تصرّف دبورة تناقض مع تكوين 3: 16 .(2) ولابد أن حالة الرجال كانت مستقرة مطمئنة روحياً واجتماعياً حتى التفَّ الشعب كله حول دبورة لمحاربة سيسرا العدو المغتصِب , كما أن قيادتها للشعب جعلت الملك يابين وقائد جيشه سيسرا يستهينان بقيادة بني إسرائيل ، مما ساعد على إيقاع الهزيمة بهما .(3) تكوين 3: 16 كان عقاباً لحواء على سقوطها , لكن في حالة فدائها يرتفع عنها الحكم القاسي، ويكون قانون الحياة الزوجية خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله (أفسس 5: 21) .
ســـؤال 8 :
لما ولدت حواء قايين قالت : اقتنيتُ رجلًا من عند الرب (تكوين 4: 1) والرب هنا هو يهوه في اللغة العبرية , ولكن جاء في خروج 6 : 3 وأنا ظهرت لإبراهيم واسحق ويعقوب بأني الإله القادر على كل شيء , أما باسمي يهوه فلم أُعرف عندهم , وهذا تناقض ؟
الـــــرد عليه :
* هناك ثلاثة احتمالات :-
* هناك ثلاثة احتمالات :-
- لم
يكن اسم يهوه ( ومعناه : الكائن ) معروفاً عند القدماء بكل معناه العميق .
- لم
يكن الله قد أعلن للقدماء كل الصفات الكامنة في هذا الاسم المقدس .
- لما
كتب موسى التكوين سبق التاريخ ، وكتب اسم يهوه في سفر التكوين ، ولم يكن الله قد أعلن
له هذا الاسم إلا وهو في عمر الثمانين ، يوم دعاه الله ليخرج شعبه من مصر .
ســـؤال 9 :
ورد في التكوين 4 : 8 : وكلّم قايين هابيل أخاه , وحدث إذ كانا في الحقل أن قايين قام على هابيل أخيه وقتله , وفي الترجمة السامرية والسبعينية لفظة تعال نخرج إلى الحقل ؟
الـــــرد عليه :
* قوله : وكلّم قايين هابيل أخاه يعني أن قايين قَبْل جريمته تحدّث إلى أخيه ليخفي عنه القصد الذي يكتمه في قلبه, ويمكن أن يكون كلام الاستدراج إلى حيث لا يراه أحد وهو يقتله , ولا بد أن قايين قال ضمن ما قاله لأخيه : تعال نخرج إلى الحقل , فما جاء في الترجمة السامرية والسبعينية لا يتعارض مع سياق الكلام الوارد في النصّ العبري الأصلي , ولكن المعوَّل عليه هو النصّ العبري طبعاً .
* قوله : وكلّم قايين هابيل أخاه يعني أن قايين قَبْل جريمته تحدّث إلى أخيه ليخفي عنه القصد الذي يكتمه في قلبه, ويمكن أن يكون كلام الاستدراج إلى حيث لا يراه أحد وهو يقتله , ولا بد أن قايين قال ضمن ما قاله لأخيه : تعال نخرج إلى الحقل , فما جاء في الترجمة السامرية والسبعينية لا يتعارض مع سياق الكلام الوارد في النصّ العبري الأصلي , ولكن المعوَّل عليه هو النصّ العبري طبعاً .
ســـؤال 10 :
يقول تكوين 4 : 15 كل من قتل قايين فسبعة أضعاف يُنتقم منه , وجعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده , وهذا يناقض تكوين 9 : 6 سافك دم الإنسان ، بالإنسان يُسفك دمه ؟
الـــــرد عليه :
(1) لم تتقرر شريعة القتل كقانون للمجتمع إلا بعد الطوفان (تكوين 9: 5 و6) ، فلا يمكن سنّ قانون قبل أن توجد جريمة ! ولم يعرف قايين أن القتل جريمة إلا بعد أن قتل أخاه ، فاستيقظ ضميره وخاف من أن يقتله أحد , ولم يسمح الله بقتل قايين لأنه لم يكن يعرف الشريعة .(2) كان قايين يتمنى أن يقبل الله تقدمته ، فينال رضى الرب , ولما قتل أخاه غضب الله عليه ، ولكنه لم ينسَ له حُسن نيته ، ومقاييس الله غير مقاييس البشر، وموازينه أكثر حساسية من موازين بني آدم .(3) لا بد أن الله رأى أن إماتة قايين ستضاعف حزن آدم وحواء ، إذ يُفجعان في قايين وهابيل معاً ! فأخذ آدم الأبوين في حسابات رحمته .
(1) لم تتقرر شريعة القتل كقانون للمجتمع إلا بعد الطوفان (تكوين 9: 5 و6) ، فلا يمكن سنّ قانون قبل أن توجد جريمة ! ولم يعرف قايين أن القتل جريمة إلا بعد أن قتل أخاه ، فاستيقظ ضميره وخاف من أن يقتله أحد , ولم يسمح الله بقتل قايين لأنه لم يكن يعرف الشريعة .(2) كان قايين يتمنى أن يقبل الله تقدمته ، فينال رضى الرب , ولما قتل أخاه غضب الله عليه ، ولكنه لم ينسَ له حُسن نيته ، ومقاييس الله غير مقاييس البشر، وموازينه أكثر حساسية من موازين بني آدم .(3) لا بد أن الله رأى أن إماتة قايين ستضاعف حزن آدم وحواء ، إذ يُفجعان في قايين وهابيل معاً ! فأخذ آدم الأبوين في حسابات رحمته .
ســـؤال 11 :
هناك تناقض بين التكوين 5: 32 و 11 : 10 ففي الأول : وكان نوح ابن 500 سنة وولد نوح ساماً وحاماً ويافث وفي الثاني لما كان سام ابن مائة سنة ولد أرفكشاد بعد الطوفان بسنتين مع أن الطوفان حصل إذ كان نوح ابن 600 سنة (تك 7 : 11) ؟
الـــــرد عليه :
* لا يُفهم من قوله ولد نوح ساماً وحاماً ويافث أن ساماً كان الأكبر، فليست العِبرة هنا بتقديم الأسماء , فقد ذُكر سام في الأول لأنه سيكون أباً لإبراهيم ويعقوب وداود والمسيح , وفي تكوين 10 ذُكرت مواليد الثلاثة ، فذُكر أولًا يافث (عدد 2) وحام (عدد 6) وثالثاً سام (عدد 21) , فإذا لا عبرة من تقديم الأسماء وتأخيرها , ويُفهم من تك 10: 21 أن أكبر أولاد نوح يافث ، ومن تك 9: 24 أن أصغر أولاده حام , فإذاً يكون سام الابن الثاني , وقول الكتاب : وكان نوح ابن 500 سنة وولد نوح ساماً وحاماً ويافث أي لما كان ابن 500 سنة ابتدأ أن يلد أولاده ، فولد أولًا يافث سنة 500 ، وسام سنة 501 ، ثم ولد سام ابنه أرفكشاد لما كان عمره 100 سنة (أي في منتصف السنة 101) , فيكون أنه ولده بعد الطوفان بسنتين ، باعتبار السنة التي وُلد فيها هو والسنة التي وُلد فيها ابنه تتوسطهما المئة سنة التي جاء بعدها الطوفان لما كان نوح أبوه ابن 500 سنة .
* لا يُفهم من قوله ولد نوح ساماً وحاماً ويافث أن ساماً كان الأكبر، فليست العِبرة هنا بتقديم الأسماء , فقد ذُكر سام في الأول لأنه سيكون أباً لإبراهيم ويعقوب وداود والمسيح , وفي تكوين 10 ذُكرت مواليد الثلاثة ، فذُكر أولًا يافث (عدد 2) وحام (عدد 6) وثالثاً سام (عدد 21) , فإذا لا عبرة من تقديم الأسماء وتأخيرها , ويُفهم من تك 10: 21 أن أكبر أولاد نوح يافث ، ومن تك 9: 24 أن أصغر أولاده حام , فإذاً يكون سام الابن الثاني , وقول الكتاب : وكان نوح ابن 500 سنة وولد نوح ساماً وحاماً ويافث أي لما كان ابن 500 سنة ابتدأ أن يلد أولاده ، فولد أولًا يافث سنة 500 ، وسام سنة 501 ، ثم ولد سام ابنه أرفكشاد لما كان عمره 100 سنة (أي في منتصف السنة 101) , فيكون أنه ولده بعد الطوفان بسنتين ، باعتبار السنة التي وُلد فيها هو والسنة التي وُلد فيها ابنه تتوسطهما المئة سنة التي جاء بعدها الطوفان لما كان نوح أبوه ابن 500 سنة .
ســـؤال 12 :
ورد في التكوين 6 : 2 أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات ، فاتخذوا لأنفسهم نساءً من كل ما اختاروه , فهل لله الأبناء وللناس البنات ؟ !
الـــــرد عليه :
هناك أربعة تفسيرات للتعبير أبناء الله . (1) الشرفاء والنبلاء .(2) الملائكة ، ويؤيد هذا التفسير ما جاء في 2بطرس 2: 4 ويهوذا
6 , وليس هذا هو المعنى المقصود هنا ، فالملائكة لا يتزوجون (لوقا 20: 27_36) .(3) أبناء
شيث الصالح الذي وُلد بعد موت هابيل، عوضاً عن هابيل ، وأن نسل هذا الرجل الصالح تزوج
من بنات الناس أي نسل قايين القاتل , ولكن هذا التفسير لا يشرح كيف تكون مواليد هؤلاء
جبابرة ! (4) أبناء الله يعني الأقوياء ، كما يُقال للجبل المرتفع جبل الله ولأشجار الأرز
العالية أرز الله (خروج 3: 1) , وأن هؤلاء تزوجوا من شريرات ، فكان نسلهم متجبّراً في
الأرض , فليس لله الأبناء
وللناس البنات ! ولكن النبلاء تزوجوا من شريرات ، والصالحون تزوجوا من غير صالحات , فجاء
النسل بعيداً عن مخافة الله ، يرفض توبيخ روح الله (راجع تكوين 6: 3) ووصفهم الله بأنهم
زائغون ، كثُر شرّهم في الأرض (تك 6: 5) , غير أننا نشكر
الله أن الله من قبل الطوفان دعا البشر أولاده ، وقد علّمنا المسيح أن ندعو الله قائلين :
يا أبانا الذي في السموات (متى 6: 9) .
ســـؤال 13 :
ورد في سفر التكوين 6 : 3 فقال الرب : لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد , لزيغانه هو بشر، وتكون أيامه 120 سنة , وهذا خطأ ، لأن أعمار الذين كانوا في سالف الزمان طويلة جداً , عاش نوح إلى 950 سنة ، وعاش سام إلى 600 سنة ، وعاش أرفكشاد 338 سنة ، وهكذا ؟
الـــــرد عليه :
لما كان الله عازماً على إهلاك الإنسان بالطوفان لشرّه ، لم يشأ أن يهلكه حالًا ، بل تأنّى عليه ، وحدَّد مدة ذلك التأني 120 سنة , فلم يقصد أن عمر الإنسان سيكون 120 سنة ، بل أن الطوفان لا يأتي لهلاك البشر إلا بعد 120 سنة ، وبعد ذلك ينجو التائب من الهلاك وتهلك كل نفس عاصية , فإذا اعترض أنه ذُكر في تك 5: 32 أن نوحاً كان ابن 500 سنة ، ثم جاء الطوفان وعمره 600 سنة ، فيكون الفرق هو 100 لا 120 سنة فنجيب : لا ريب أن قول الرب عن الإنسان : وتكون أيامه 120 سنة كان قبل أن يبلغ عمر نوح 500 سنة , وإن كان قيل في 5: 32 وكان نوح ابن 500 سنة قبل أن يقول الرب عن الإنسان وتكون أيامه 120 سنة إلا أننا نجزم أن القول الثاني قيل قبل الأول لأن تك 5 خُصِّص كله للمواليد ، وكانت الضرورة تحتم أن يُختَم بذِكر نوح وأولاده , إلا أن ما قيل من عدد 1-5 كان قبل أن يبلغ نوح السنة ال 500 من ميلاده ، لأن الكلام من 6 : 1 - 7: 9 تاريخ لمائة وعشرين سنة , وكل ما قيل في 5 : 32 من أن عمر نوح كان 500 سنة حين ابتدأ أن يلد بنيه ، من المحتمل جداً أن الإنذار بالطوفان حصل قبله, و في 1بطرس 3: 19 و20 إنها مدة أناة الله في أيام نوح ، وهي ثلاثة أمثال مدة تجربة اليهود في البرية ، وثلاثة أمثال المدة التي أعطاها الله لليهود بعد صلب المسيح إلى خراب أورشليم ، فكان نوح كارزاً للبر لما كان عمره 480 سنة .
لما كان الله عازماً على إهلاك الإنسان بالطوفان لشرّه ، لم يشأ أن يهلكه حالًا ، بل تأنّى عليه ، وحدَّد مدة ذلك التأني 120 سنة , فلم يقصد أن عمر الإنسان سيكون 120 سنة ، بل أن الطوفان لا يأتي لهلاك البشر إلا بعد 120 سنة ، وبعد ذلك ينجو التائب من الهلاك وتهلك كل نفس عاصية , فإذا اعترض أنه ذُكر في تك 5: 32 أن نوحاً كان ابن 500 سنة ، ثم جاء الطوفان وعمره 600 سنة ، فيكون الفرق هو 100 لا 120 سنة فنجيب : لا ريب أن قول الرب عن الإنسان : وتكون أيامه 120 سنة كان قبل أن يبلغ عمر نوح 500 سنة , وإن كان قيل في 5: 32 وكان نوح ابن 500 سنة قبل أن يقول الرب عن الإنسان وتكون أيامه 120 سنة إلا أننا نجزم أن القول الثاني قيل قبل الأول لأن تك 5 خُصِّص كله للمواليد ، وكانت الضرورة تحتم أن يُختَم بذِكر نوح وأولاده , إلا أن ما قيل من عدد 1-5 كان قبل أن يبلغ نوح السنة ال 500 من ميلاده ، لأن الكلام من 6 : 1 - 7: 9 تاريخ لمائة وعشرين سنة , وكل ما قيل في 5 : 32 من أن عمر نوح كان 500 سنة حين ابتدأ أن يلد بنيه ، من المحتمل جداً أن الإنذار بالطوفان حصل قبله, و في 1بطرس 3: 19 و20 إنها مدة أناة الله في أيام نوح ، وهي ثلاثة أمثال مدة تجربة اليهود في البرية ، وثلاثة أمثال المدة التي أعطاها الله لليهود بعد صلب المسيح إلى خراب أورشليم ، فكان نوح كارزاً للبر لما كان عمره 480 سنة .
ســـؤال 14 :
ورد في تكوين 6 : 6 و7 فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض ، وتأسف في قلبه , فقال الرب : أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته ، الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء ، لأني حزنت أني عملتهم , وورد في مزمور 106 : 44 و45 : فنظر إلى ضيقهم إذ سمع صراخهم ، وذكر لهم عهده ، وندم حسب كثرة رحمته , وورد في 1صموئيل 15 : 11 : ندمت على أني جعلت شاول ملكاً لأنه رجع من ورائي ولم يُقم كلامي , وفي آية 35 أن الرب ندم , فهل يندم الله ؟ ! علماً بأن هذا يناقض ما جاء في سفر العدد 23 : 19 ليس الله ,, ابن إنسان فيندم ؟
الـــــرد عليه :
(1) كتاب الله ناطق من أوله إلى آخره أن الله منزّه عن الندم والحزن والأسف وغيرها , ورد في عدد 23 : 19 ليس الله إنساناً فيكذب ، ولا ابن إنسان فيندم , هل يقول ولا يفعل ، أو يتكلم ولا يفي ؟ وفي 1 صموئيل 15: 29 : نصيح إسرائيل لا يكذب ولا يندم ، لأنه ليس إنساناً ليندم , وفي يعقوب 1: 17 : كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار ، الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران , وفي إشعياء 46: 9 و10 : لأني أنا الله وليس آخر ، الإله وليس مثلي , مخبرٌ منذ البدء بالأخير، ومنذ القديم بما لم يُفعَل , قائلًا : رأيي يقوم وأفعل كل مسرتي , وفي ملاخي 3: 6 : لأني أنا الرب ، لا أتغيّر .
(2) ندم الله لا يعني تغييره , إن الله لا يتغيَّر ، فهو يكره الخطية ويعاقبها , فلو غيَّر إنسان موقفه من الخطية بالتوبة ، فهل يبقى الله بدون تغيير في معاقبته للإنسان المخطئ التائب ؟ ,, والله يبارك المؤمن المطيع , فلو غيَّر مؤمن موقفه من الله وعصى ، فهل يستمرالله يباركه ؟ إن الله لا يتغيّر، لكن معاملته للإنسان تتغيَّر بتغيير موقف الإنسان من وصايا الله ,لقد سُرَّ الله بالإنسان لما خلقه ، ثم حزن وتأسف وندم لما سلك الإنسان سبيل الشر ,ويقولون : يا حسرةً على العباد (يس 36: 30) والحسرة هي الندم , فالله في محبته يطيل أناته على العباد والكافرين ليتوبوا ، ويرزق الصالحين والطالحين لينتبهوا إليه , فإذا لم يندموا ويتحسروا على خطاياهم يتحسر هو ويندم على سوء أفعالهم .(3) القول : ندم الرب أو حزن معناه الشفقة والرقة والرحمة عند الرب , فلو أن أباً محباً أدّب ابنه لمخالفته إياه ، فلما رأى ما حل به توجع لوجعه وتألم لألمه وتأسف وحزن وندم ، مع أن الأب عمل الواجب في تقويم ابنه وتأديبه وخيره ، فوضع كل شيء في محله , إنما أسفه وندمه وحزنه كله ناشئ من الشفقة والرحمة , ولا يجوز أن نقول في مثل هذا المقام إن أباه رحمه أو شفق عليه ، بل نقول إن أباه ندم ، وإن كان المراد بذلك الرحمة والشفقة , فعلى هذا القياس قال النبي إن الله ندم ، والمراد به إعلان شفقة الله ورحمته وجوده وكرمه , ولا يمكن أن يؤتى بلفظة غيرها للتعبير عن رحمة الله في هذا المقام ، فلا يجوز أن نقول : رحمهم بعد عقابه لهم , بل نقول ندم بعد العقاب والعذاب دلالة على رحمته , والدليل على ذلك أن النبي داود قال : وندم حسب كثرة رحمته .
(4) كأن المعترض لم يعرف أن استعمال مثل هذه الألفاظ البشرية في جانب الله جائز، ليقرّب لعقولنا الأمور المعنوية ، فإن الله لا يخاطبنا بلغة الملائكة بل بلغتنا واصطلاحاتنا لندرك حقائق الأمور , وعلى هذا فهو يقول لنا إن الله ندم ، بمعنى أنه غيَّر قضاءه بسبب تغيير الشروط التي سبق ووضعها , ولو أن هذا الندم يختلف عن ندم الإنسان ، فالإنسان يندم بسبب عدم معرفته لما سيحدث , وهذا لا ينطبق على الله ، الذي ليس عنده ماضٍ ولا مستقبل ، بل الكل عنده حاضر ,فعندما نقول إن الله يحب ويكره ويتحسَّر ويندم ، لا نقصد أن له حواس مثل حواسنا ، وإنما نقصد أنها مواقف لله إزاء ما يفعله البشر .
(2) ندم الله لا يعني تغييره , إن الله لا يتغيَّر ، فهو يكره الخطية ويعاقبها , فلو غيَّر إنسان موقفه من الخطية بالتوبة ، فهل يبقى الله بدون تغيير في معاقبته للإنسان المخطئ التائب ؟ ,, والله يبارك المؤمن المطيع , فلو غيَّر مؤمن موقفه من الله وعصى ، فهل يستمرالله يباركه ؟ إن الله لا يتغيّر، لكن معاملته للإنسان تتغيَّر بتغيير موقف الإنسان من وصايا الله ,لقد سُرَّ الله بالإنسان لما خلقه ، ثم حزن وتأسف وندم لما سلك الإنسان سبيل الشر ,ويقولون : يا حسرةً على العباد (يس 36: 30) والحسرة هي الندم , فالله في محبته يطيل أناته على العباد والكافرين ليتوبوا ، ويرزق الصالحين والطالحين لينتبهوا إليه , فإذا لم يندموا ويتحسروا على خطاياهم يتحسر هو ويندم على سوء أفعالهم .(3) القول : ندم الرب أو حزن معناه الشفقة والرقة والرحمة عند الرب , فلو أن أباً محباً أدّب ابنه لمخالفته إياه ، فلما رأى ما حل به توجع لوجعه وتألم لألمه وتأسف وحزن وندم ، مع أن الأب عمل الواجب في تقويم ابنه وتأديبه وخيره ، فوضع كل شيء في محله , إنما أسفه وندمه وحزنه كله ناشئ من الشفقة والرحمة , ولا يجوز أن نقول في مثل هذا المقام إن أباه رحمه أو شفق عليه ، بل نقول إن أباه ندم ، وإن كان المراد بذلك الرحمة والشفقة , فعلى هذا القياس قال النبي إن الله ندم ، والمراد به إعلان شفقة الله ورحمته وجوده وكرمه , ولا يمكن أن يؤتى بلفظة غيرها للتعبير عن رحمة الله في هذا المقام ، فلا يجوز أن نقول : رحمهم بعد عقابه لهم , بل نقول ندم بعد العقاب والعذاب دلالة على رحمته , والدليل على ذلك أن النبي داود قال : وندم حسب كثرة رحمته .
(4) كأن المعترض لم يعرف أن استعمال مثل هذه الألفاظ البشرية في جانب الله جائز، ليقرّب لعقولنا الأمور المعنوية ، فإن الله لا يخاطبنا بلغة الملائكة بل بلغتنا واصطلاحاتنا لندرك حقائق الأمور , وعلى هذا فهو يقول لنا إن الله ندم ، بمعنى أنه غيَّر قضاءه بسبب تغيير الشروط التي سبق ووضعها , ولو أن هذا الندم يختلف عن ندم الإنسان ، فالإنسان يندم بسبب عدم معرفته لما سيحدث , وهذا لا ينطبق على الله ، الذي ليس عنده ماضٍ ولا مستقبل ، بل الكل عنده حاضر ,فعندما نقول إن الله يحب ويكره ويتحسَّر ويندم ، لا نقصد أن له حواس مثل حواسنا ، وإنما نقصد أنها مواقف لله إزاء ما يفعله البشر .
ســـؤال 15 :
في تكوين 6 : 19 أمر الله نوحاً أن يأخذ معه إلى الفلك من الطيور كأجناسها ومن البهائم كأجناسها ومن كل دبابات الأرض كأجناسها اثنين من كل , وورد في تكوين 7 : 8 و9 : من البهائم الطاهرة والبهائم التي ليست بطاهرة ومن الطيور وكل ما يدب على الأرض ، دخل اثنان اثنان إلى نوح إلى الفلك ذكراً وأنثى , ولكن في تكوين 7 : 2 و3 كان أمر الرب من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة سبعة ذكراً وأنثى , ومن البهائم التي ليست بطاهرة اثنين ذكراً وأنثى ؟
الـــــرد عليه :
الأمر الأول كان أمراً عاماً ( زوجين من كل البهائم والطيور) ولم يبين إذا كانت طاهرة أو غير طاهرة , ثم أوضح بعد ذلك بسطرين أن يأخذ من الطاهرة سبعة لاستبقائها ولتقديم الذبائح منها ,ونقدم الآيات بحسب ترتيبها، كالآتي :- - الله يأمر نوحاً أن يأخذ معه من كل أنواع الطيور والبهائم وذوات الأربع اثنين اثنين , فقال في تكوين 6: 19 و20 ومن كل حي من كل ذي جسد اثنين من كل تدخل الى الفلك لاستبقائها معك , تكون ذكراً وأنثى , من الطيور كأجناسها ، ومن البهائم كأجناسها ، ومن كل دبابات الأرض كأجناسها اثنين من كل تُدخل إليك لاستبقائها . - على أن يزيد نوح عدد ما يمكن تقديمه كذبائح الطاهر طقسياً إلى سبعة ، فيقول في تكوين 7: 2 و3 من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة سبعة ذكراً وأنثى , ومن البهائم التي ليست بطاهرة اثنين ذكراً وأنثى , ومن طيور السماء أيضاً سبعة سبعة ذكراً وأنثى لاستبقاء نسل على وجه كل الأرض . - أطاع نوح أوامر الرب ، فيقول في تكوين 7: 7-9 فدخل نوح وبنوه وامرأته ونساء بنيه معه إلى الفلك من وجه الطوفان , ومن البهائم الطاهرة والبهائم التي ليست بطاهرة ومن الطيور وكل ما يدب على الأرض دخل اثنان اثنان الى نوح الى الفلك، ذكراً وأنثى , كما أمر الله نوحاً .
الأمر الأول كان أمراً عاماً ( زوجين من كل البهائم والطيور) ولم يبين إذا كانت طاهرة أو غير طاهرة , ثم أوضح بعد ذلك بسطرين أن يأخذ من الطاهرة سبعة لاستبقائها ولتقديم الذبائح منها ,ونقدم الآيات بحسب ترتيبها، كالآتي :- - الله يأمر نوحاً أن يأخذ معه من كل أنواع الطيور والبهائم وذوات الأربع اثنين اثنين , فقال في تكوين 6: 19 و20 ومن كل حي من كل ذي جسد اثنين من كل تدخل الى الفلك لاستبقائها معك , تكون ذكراً وأنثى , من الطيور كأجناسها ، ومن البهائم كأجناسها ، ومن كل دبابات الأرض كأجناسها اثنين من كل تُدخل إليك لاستبقائها . - على أن يزيد نوح عدد ما يمكن تقديمه كذبائح الطاهر طقسياً إلى سبعة ، فيقول في تكوين 7: 2 و3 من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة سبعة ذكراً وأنثى , ومن البهائم التي ليست بطاهرة اثنين ذكراً وأنثى , ومن طيور السماء أيضاً سبعة سبعة ذكراً وأنثى لاستبقاء نسل على وجه كل الأرض . - أطاع نوح أوامر الرب ، فيقول في تكوين 7: 7-9 فدخل نوح وبنوه وامرأته ونساء بنيه معه إلى الفلك من وجه الطوفان , ومن البهائم الطاهرة والبهائم التي ليست بطاهرة ومن الطيور وكل ما يدب على الأرض دخل اثنان اثنان الى نوح الى الفلك، ذكراً وأنثى , كما أمر الله نوحاً .
ســـؤال 16 :
ورد في تكوين 7: 17 : وكان الطوفان أربعين يوماً على الأرض , وفي الترجمة السبعينية أربعين يوماً وليلة , زيدت لفظة ليلة على الأصل ؟
الـــــرد عليه : المراد باليوم هو 24 ساعة، والدليل على
ذلك قوله (آية 12) : وكان المطر على الأرض 40 يوماً وأربعين ليلة , ثم اكتفى في آية
17 بأن قال : أربعين يوماً , وبصرف النظر عن هذه القرينة المأخوذة من الكلام السابق،
فاليوم المصطلح عليه بين الناس هو 24 ساعة , ورد في القرآن في البقرة 2 : 51 : وإذ واعدنا
موسى أربعين ليلة , وورد في الأعراف 7: 142 : وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر،
فتم ميقات ربه أربعين ليلة , فهل كان موسى عند الله في الليالي فقط ، وكان في النهار
مع بني إسرائيل ؟ كلا ! فلو كان كذلك لما اتخذوا العجل , فإنهم اتخذوه لغيابه عنهم , وعليه
فالمراد بالليلة 24 ساعة , وما أحسن عبارة التوراة : وكان عند الرب أربعين نهاراً وأربعين
ليلة (خروج 34: 28) .
ســـؤال 17 :
ورد في سفر التكوين 8 : 4 و5 واستقر الفلك في الشهر السابع في اليوم السابع عشر من الشهر على جبال أراراط , وكانت المياه تنقص نقصاً متوالياً إلى الشهر العاشر , وفي العاشر في أول الشهر ظهرت رؤوس الجبال , فبين الآيتين اختلاف ، لأنه إذا ظهرت رؤوس الجبال في الشهر العاشر ، فكيف استقر الفلك في الشهر السابع على جبال أرمينية ؟
الـــــرد عليه :
يبلغ ارتفاع جبل أراراط نحو 17750 قدماً عن سطح الأرض ، فهو أعلى جبل في تلك الجهة , فلما استقر الفلك عليه لم تكن رؤوس الجبال الأقل منه ارتفاعاً قد ظهرت , وقد ظهرت بعد ثلاثة أشهر تقريباً , وقد عهدنا أنه لما يفيض النيل وتعم مياهه بلاد مصر، وينقطع نزول الأمطار في أواسط أفريقيا ، تمكث المياه على الأراضي نحو ثلاثة أشهر على الأقل , هذا مع أنها تصب في البحر المتوسط , وهذا مثال تقريبي يوضح فساد اعتراض المعترض ,ثم أنه ليس شرطاً أن تكون رؤوس جبال أراراط ظاهرة فوق الماء حتى يمكن للفلك أن يستقر فوقها ، إذ يمكن أن تكون رؤوس الجبال هذه تحت الماء ، وأمكن لغاطس الفلك أن يستقر فوقها في الشهر السابع ، حتى انحسرت مياه الفيضان في الشهر العاشر، فظهرت رؤوس الجبال .
يبلغ ارتفاع جبل أراراط نحو 17750 قدماً عن سطح الأرض ، فهو أعلى جبل في تلك الجهة , فلما استقر الفلك عليه لم تكن رؤوس الجبال الأقل منه ارتفاعاً قد ظهرت , وقد ظهرت بعد ثلاثة أشهر تقريباً , وقد عهدنا أنه لما يفيض النيل وتعم مياهه بلاد مصر، وينقطع نزول الأمطار في أواسط أفريقيا ، تمكث المياه على الأراضي نحو ثلاثة أشهر على الأقل , هذا مع أنها تصب في البحر المتوسط , وهذا مثال تقريبي يوضح فساد اعتراض المعترض ,ثم أنه ليس شرطاً أن تكون رؤوس جبال أراراط ظاهرة فوق الماء حتى يمكن للفلك أن يستقر فوقها ، إذ يمكن أن تكون رؤوس الجبال هذه تحت الماء ، وأمكن لغاطس الفلك أن يستقر فوقها في الشهر السابع ، حتى انحسرت مياه الفيضان في الشهر العاشر، فظهرت رؤوس الجبال .
إن شاء الرب و عشنا نستكمل الباقي فى حلقات لاحقا ........