++ الأصل التاريخي لعيد النيروز ++
+ النيروز وعيد رأس السنة المصرية :-
هو أول يوم في السنة الزراعية
الجديدة... وقد أتت لفظة نيروز من الكلمة القبطية nii`arwou
( ني – يارؤو ) = الأنهار، وذلك لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان
النيل سبب الحياة في مصر.. ولما دخل اليونانيين مصر أضافوا حرف السي للأعراب كعادتهم
(مثل أنطوني وأنطونيوس) فأصبحت نيروس فظنها العرب نيروز الفارسية..
+ إرتباط النيروز بالنيل :-
+ أبدلوا الراء بالأم فصارت نيلوس
ومنها أشتق العرب لفظة النيل العربية..
+ أما عن النيروز الفارسية فتعني اليوم الجديد ( ني = جديد
, روز= يوم ) وهو عيد الربيع عند الفُرس ومنه جاء الخلط من العرب.
+ كلمة شهر توت، وهو الشهر القبطي الأول من الشهور القبطية المصرية:-
والكلمة مكتوبة باللغات العربية والإنجليزية والقبطية، مع صور وأشكال تعبر
عن الشهر. فيوجد من الأمثال الشعبية لهذا الشهر: "توت، ري ولا يفوت"، أي
توفر ماء النيل لري الزروع. واسم الشهر مشتق من الإله "تحوت" إله الحكمة،
ويوجد صورته. وفي الخرطوش يوجد رقم الشهر ، وفي الدائرة المحاطة بالثعابين يوجد رقم
الشهر بالقبطية. تم كتابة كلمة "عيد النيروز"، حيث أن بداية هذا الشهر هو
رأس السنة القبطية، وهو يقع ما بين شهري سبتمبر وأكتوبر. وأخيرًا يوجد بعض نباتات هذا
الشهر مثل ثمار الرمان - القلقاس - البلح ( التمر ) - الجوافة.
ويقول الأنبا لوكاس المتنيح أسقف منفلوط: أن النيروز اختصار
( نيارو أزمورووؤو ) وهو قرار شعري أيتها لي للخالق لمباركة الأنهار..
+ (لاحظ كلمة أزمو `Cmou التي نستخدمها في التسابيح القبطية مثل الهوس الثالث وتعني سبحوا وباركوا
. وعِوضًا عن كتابة القرار كامل بنصه اختصروا
إلي كلمة واحدة (مثل صلعم في العربية توضع فوقها خط لتوحي للقارئ بتكميل الجملة ( مثل
كلمة أبشويس القبطية `P=o=c ) وأصبحت نياروس ومعناه الكامل
"عيد مباركة الأنهار"..
+ أما توت أول شهور السنة القبطية فمشتق من الإله تحوت إله المعرفة :-
وهو حكيم مصري عاش أيام الفرعون مينا الأول وهو مخترع الكتابة ومقسم الزمن.. وقد أختار بداية السنة المصرية مع موسم الفيضان لأنه وجد نجمة الشعري اليمينية تبرق في السماء بوضوح في هذا الوقت من العام.. مما يعني أن السنة القبطية، سنة نجمية وليس شمسية مما يجعلها أكثر دقة من الشمسية التي احتاجت للتعديل الغريغوري وبالتالي لم تتأثر بهذا التعديل وذلك لأن الشمس تكبر الأرض بمليون وثلث مليون مرة والشعري اليمينية تكبر الشمس بـ200 مرة، مما يعني أنها أكبر من الأرض بـ260 مليون مرة مما يجعل السنة النجمية أدق عند المقارنة بالشمسية..
+ عصر دقلديانوس :-
ومع عصر دقلديانوس أحتفظ المصريين بمواقيت وشهور سنينهم
التي يعتمد الفلاح عليها في الزراعة مع تغيير عداد السنين وتصفيره لجعله السنة الأولي
لحكم دقلديانوس =282 ميلادية = 1 قبطية = 4525 توتية ( فرعونية )، ومن هنا أرتبط النيروز
بعيد الشهداء.. وتستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات
والكتب الأخرى.. حيث كان في تلك الأيام البعيدة يخرج المسيحيين في هذا التوقيت إلي
الأماكن التي دفنوا فيها أجساد الشهداء مخبئة ليذكروهم. وقد أحتفظ الأقباط بهذه العادة
حتى أيامنا فيما يسمونه بالطلعة.. أن عيد النيروز
هو أقدم عيد لأقدم أمة..
+ حارّب فيه شهدائنا الظلم وضحوا بنفوسهم لأجل من أحبهم ولكن
يا تُرى ما هم فاعلين في زمن حول الشيطان حربه ألي حرب داخلية دفاعًا عن القيم الروحية
بين الإنسان ونفسه وحرب خارجية أشد هوادة متمثلة في المعاناة التي يعيشها المواطن المصري
وأهمها أن يشعر أنه غريبًا في وطنه..
+ في الحادي عشر من سبتمبر ( هذا العام ) يبدأ العام القبطي الجديد
للشهداء الأطهار، وهو اليوم الأول من شهر (توت) نسبه إلى العلامة الفلكي الأول الذي
وضع التقويم المصري القديم الذي أنفرد به المصريين فتره طويلة من الزمن قبل أي تقويم
آخر عرفه العالم بعد ذلك شرقا وغربًا. وتقديرًا من المصريين القدماء لهذا العلامة رفعوه
إلى مصاف الآلهة، وصار (توت) هو اله القلم والحكمة والمعرفة. فهو الذي اخترع الأحرف
الهيروغليفية التي بدأت بها الحضارة المصرية لذلك خلدوا أسمه علي أول شهور السنة المصرية
والقبطية. وهو إنسان مصري نابغة ولد في قرية منتوت التي ما تزال موجودة وتتبع مركز
أبو قرقاص محافظه المنيا بصعيد مصر بنفس اسمها القديم. ومنتوت كلمه قبطية معناها مكان
توت وموطن توت. كانت نشأه التقويم المصري القبطي في سنه 4241 قبل الميلاد أي في القرن
الثالث والأربعين قبل الميلاد عندما رصد المصريون القدماء نجم الشعرة اليمانية وحسبوا
الفترة بين ظهوره مرتين وقسموها إلى ثلاث فصول كبيرة (الفيضان والبِذَار والحصاد) ثم
إلى أثني عشر شهر كل شهر منها ثلاثون يوما وأضافوا المدة الباقية وهي خمسه أيام وربع
وجعلوها شهر أسموه بالشهر الصغير وسارت السنة القبطية 365 يومًا في السنة البسيطة و366
يوما في السنة الكبيسة. وقد أحترم الفلاح المصري هذا التقويم نظرًا لمطابقته للمواسم
الزراعية ولا يزال يتبعه إلى اليوم.
+ وفي سنة 284 م ابتدأ ديوكلتيانوس (دقلديانوس) وهي أسماؤه التي
عرف بها بعد ذلك يحكم الشرق بيد من حديد ووجه جهوده كلها لاستئصال المسيحية من بلاده
ووضع تخطيطا محكما يقوم علي قتل رجال الدين - هدم الكنائس - إحراق الكتب المقدسة ـ
طرد المسيحيين من الوظائف الحكومية وأباحه دمائهم. وقد نال القبط في مصر من هذا الاضطهاد
أعنفه لأن دقلديانوس كان يري أن أساس العمق الديني المسيحي كان في مصر. لذلك جاء بنفسه
وأقسم بآلهته أنه لن يكف عن ذبح المسيحيين بيده حتى يصل الدم المراق من المسيحيين إلى
ركبه حصانه. وشرع الإمبراطور يقتل بسيفه المسيحيين وهو ممتط صهوة حصانه بيده، وحدث
أن كبا الجواد فوقع علي الأرض فلحقت الدماء المسفوكة علي الأرض ركبتي الحصان وكان الإمبراطور
قد تعب من ذبح المسيحيين وترك السيف في يده جرحا فأعتبر نفسه أنه قد وفي بنذره للآلهة
فكف عن ذبح المسيحيين! وقد أحصي عدد القتلى فقيل أنه بلغ 840 ألف شهيد.
+ ونظرا لفداحة ما تحمله المسيحيون في عهد هذا الإمبراطور
فقد أرخوا لسنة 284 ميلادية. وهي السنة التي أعتلي فيها الإمبراطور ديوقلديانوس عرش
الإمبراطورية.
+ لذلك فأن التاريخ
القبطي ينقص عن التاريخ الميلادي بمقدار 284 سنة وصار التاريخ القبطي ابتداءً من هذا
التاريخ يسمي تاريخ الشهداء الأطهار. وقد عرفت الكنيسة القبطية بأنها كنيسة الشهداء.
وقال المؤرخين أن عدد الشهداء الذين استشهدوا من مصر فاق عدد الشهداء المسيحيين في
كل العالم. وقد جري المثل الشهير أن دم الشهداء كان هو بذار الكنيسة. لقد عذبهم بكل
أنواع العذاب. تارة بالحرق, وتارة بالجلد, وأخري بتقطيع الأعضاء. ومن أراحه منهم فبالسيف.
+ إلا أن الله لم يترك هذا الطاغية بل أنتقم منه انتقامًا
مروعًا حيث أصيب بمس من الجنون في أواخر أيام حياته ثم نفي إلى جزيرة تكثر فيها الغابات
كان يقطنها جماعه من الأقباط الذين فروا من وجهه والتجأوا إليها خوفًا من طغيانه. إلا
أنهم عندما رأوا ما وصل إليه من حاله سيئة. نسوا كل شيء وأحسنوا إليه عملا بقول السيد
المسيح (أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم) فتفانوا في خدمته وأظهروا
له من ألوان العطف والمودة ما جعله يسترد عقله. فكتب إلى مجلس شيوخ روما يطلب منهم
إطلاق سراحه وإعادته إلى عرشه ولكنهم رفضوا طلبه فرجعت له لوثه الجنون وزاد عليها فقدانه
لبصره. وظل يعاني أمر الآلام حتى قضي نحبه في تلك الجزيرة عام 305 م. هذا هو تاريخ
دقلديانوس الرجل الذي أرتفع من الحضيض إلى القمة. ولكنها كانت قمة من الثلج لم تلبث
أن ذابت أمام حرارة شمس البر. وهذه لمحه عن عيد النيروز في ذكري النيروز عيد الشهداء
وكل عام ومصرنا الغالية بخير.
+ يمكنكم مشاهدة الفيديو على هذا الرابط / https://yt6.pics.ee/4f4va6