قسم الكتاب المقدس
تابع سلسلة الردود على الشبهات ضد الكتاب المقدس
( 10 ) الإعتراضات على سفر صموئيل الثاني
ســؤال 1 :
في 2 صموئيل 5 و 6 أن داود جاء بتابوت عهد الله بعد محاربة الفلسطينيين ، بينما في 1أخبار 13 و 14 أنه جاء بالتابوت قبل محاربتهم ؟
الـــــرد عليه :
يجب أن ينظر بعناية في 1 أخبار 15 ، ولا يقطع الكلام فيأتي ناقصا , فلو اطّلع على ما ورد في هذا الأصحاح لرأى أن داود أصعد
تابوت عهد الله بعد أن هزم الفلسطينيين ، وحينئذ لا يوجد تقديم ولا تأخير .
لقد أصعد بنو إسرائيل تابوت عهد الله مرّتين ، مرّة من بعلة ، قبل
انهزام الفلسطينيين ( 2 صموئيل 5 و 6 و 1 أخبار 15 ، وليس من أصحاح 14 كما سؤال ) ,
فالنبي صموئيل بعد أن ذكر انتصار داود على الفلسطينيين ، ذكر إصعاد التابوت مرتين ,
أما في سفر الأخبار فذكر إصعاد تابوت الله من بعلة ثم انتصار داود على الفلسطينيين ،
ثم ذكر إصعاد التابوت من بيت عوبيد , ولا يوجد أدنى تناقض بين الأمرين , فأي حرَج على
النبي إذا ذكر تاريخ تابوت عهد الله بجميع تفاصيله مرّة واحدة ، وجمع الشيء إلى مثله
حتى لا يعود إليه ثانية ؟ أما النبي الآخر فذكره بطريقة أخرى ، وهنا لا تقديم ولا
تأخير .
ســؤال 2 :
جاء في 2 صموئيل 6 : 6 و 7 أن عزَّة لما رأى الثيران التي تجر العَجَلة التي تحمل تابوت العهد قد تعثَّرت ، خاف على التابوت أن يسقط فمدَّ يده إلى التابوت ليمسكه ، فقتله الرب , فهل يجازي الله نيَّة صالحة بالقتل ؟
الـــــرد عليه :
(1) يعلّم الله الناس دروساً عن طريق معاملاته مع أفراد
مخصوصين ، ليكونوا عبرةً لغيرهم , وقد وقع حكم الموت على عزة إنذاراً لشعب الله حتى
يحملوا تابوت الله بالطريقة الخاصة التي أمر الله بها ( العدد 4 : 15-20 ) , إن طريقة
التعامل مع المقدسات يجب أن تكون بطريقة الله , وكان يجب حمل تابوت الله على الأكتاف
لا على عَجَلة .
إذاً قصد الله أن يعلّم داود وجميع الشعب احترام وتقديس كل ما
يتعلّق بالعبادة , وعلينا نحن اليوم أن نحترم بيت الله وكتابه وكل ما يختص به ،
كالمعمودية والعشاء الرباني .
(2) كان عزَّة يعرف شريعة موسى ، وكان التابوت في بيت أبيه وجدّه مدة
سبعين سنة ، وكان أبوه مقدساً ومخصصاً لخدمة التابوت , فليس لديه عُذر الجهل بالشريعة
الخاصة بالتابوت .
(3) لكل خطية استعداد سابق , ولا بد أن عزَّة كان قد اعتاد الدنوّ من
التابوت منذ صغره ، فكان يعامله بغير توقير , وربما افتخر بجسارته لما مدّ يده ليسند
التابوت أمام الجماعة .
ســؤال 3 :
نقرأ أن عوبيد أدوم جتي الموطن كما في 2 صموئيل 6 : 10 ولكن في 1أخبار 15 : 17 و18 و21 نقرأ أنه لاوي ؟
الـــــرد عليه :
عوبيد أدوم لاوي ، وُلد في مدينة اللاويين جت رمون ، وكان يعيش
في مورشة جت ، ولذلك لُقِّب بالجتي .
ســؤال 4 :
ورد في 2 صموئيل 7: 12- 16 متى كملت أيامك واضطجعت مع آبائك ، أُقيم بعدك نسلك الذي يخرج من أحشائك ، وأُثبّت مملكته , هو يبني بيتاً لاسمي ، وأنا أُثبّت كرسيّ مملكته إلى الأبد , أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً , إن تعوّج أؤدّبه بقضيب الناس وبضربات بني آدم ، ولكن رحمتي لا تُنزع منه كما نزعتُها من شاول الذي أزلتُه من أمامك ، ويأمن بيتك ومملكتك إلى الأبد أمامك , كرسيك يكون ثابتاً إلى الأبد , وهذا الوعد مذكور في 1أخبار 22 : 9 و10 هوذا يولد لك ابن يكون صاحب راحة ، وأريحه من جميع أعدائه حواليه ، لأن اسمه يكون سليمان , فأجعل سلاماً وسكينة في إسرائيل في أيامه , هو يبني بيتاً لاسمي ، وهو يكون لي ابناً وأنا له أباً ، وأُثبّت كرسيّ مُلْكه على إسرائيل إلى الأبد _ ولكن الله لم يفِ بهذا الوعد لأن مُلك داود زال ؟
الـــــرد عليه :
بل حقّق الله وعده ! فأقام سليمان من ذريته وبنى الهيكل , ولكن
أهم من هذا مجيء المسيح من ذرية داود حسب الجسد , فقد رَمَزَ الله بالطقوس الموسوية
إلى المسيح المخلّص ، وتفضّل علينا بطريقة أوضح وهي الوعد لداود بدوام مُلكه إلى
الأبد , ولقد أنجز الله ما وعد به بني إسرائيل ، فإنه غرسهم وثبّت قدمهم ، وجعلهم
مملكة عزيزة ، ووفّق لداود النبي النصر المُبين ، ووسّع مملكته , ولمَّا أتى سليمان
تمتعت الأمة الإسرائيلية بالهناء والرخاء والثروة ، واستمرّ المُلك في ذرية يهوذا
نحو ألف سنة , إلا أن هذا الوعد تمّ بنوع أسمى ، بمجيء المسيح من ذريته , وقد أوضح
بولس الرسول أن المراد بهذا الوعد هو المسيح (عبرانيين 1: 8) , وكثيراً ما ذُكِر هذا
العهد في المزامير ( 89 : 3 و4 و35 و36 وغيره ) .
فهذا الوعد العظيم له معنيان:
(1) ما يختص بذرية داود الطبيعية ومملكته الأرضية .
(2) ما يختصّ بالمسيح وملكوته , فالمعنى الأول وهو تتميم الوعد ووفاؤه فيما يختص بذرية داود ومملكته ، كان رمزاً وإشارة إلى المسيح وملكوته ، بل كان عربوناً وكفالة على حصول ما يختص بالمعنى الروحي في أوانه , والدليل على أن المراد بهذا الوعد هو ذرية داود الطبيعية تصريح داود بذلك عند ما أوصى ابنه سليمان أن يبني البيت (1أخبار 22 : 6 -11 و 28: 5- 8) .
(1) ما يختص بذرية داود الطبيعية ومملكته الأرضية .
(2) ما يختصّ بالمسيح وملكوته , فالمعنى الأول وهو تتميم الوعد ووفاؤه فيما يختص بذرية داود ومملكته ، كان رمزاً وإشارة إلى المسيح وملكوته ، بل كان عربوناً وكفالة على حصول ما يختص بالمعنى الروحي في أوانه , والدليل على أن المراد بهذا الوعد هو ذرية داود الطبيعية تصريح داود بذلك عند ما أوصى ابنه سليمان أن يبني البيت (1أخبار 22 : 6 -11 و 28: 5- 8) .
وقد وعد الله لسليمان بإظهار الإحسان له وتهديده إياه بقوله : ولكن
إن انقلبتم ، وتركتم فرائضي ووصاياي التي جعلتها أمامكم ، وذهبتم وعبدتم آلهة أخرى
وسجدتم لها ، فإنّي أقلعهم من أرضي التي أعطيتهم إياها , وهذا البيت الذي قدّسته
لاسمي أطرحه من أمامي ، وأجعله مثلًا وهزأة في جميع الشعوب , ( 2أخبار 7 : 19 و20 ) وقد
تحقق ذلك في ذرية داود ، فإن الله عاقب ملوك يهوذا على آثامهم , ومع تماديهم على
المعاصي ، إلا أنه أبقاهم لإنجاز وعده لهم (انظر 1ملوك 11 : 36 و 2ملوك 8 : 19 ) فكان
الوعد فيما يختص بذرية داود معلّقاً على شرط الطاعة ، ولمَّا انحرفوا عن وصاياه
جرّدهم عن المُلك ، وصاروا عِبرة .
أما القسم الثاني المختص بالمسيح ، الذي كان لا بدّ أن يأتي من ذرية
داود حسب الجسد فتم فعلًا ، فإن المسيح أتى وجلس على العرش السماوي ( انظر 2صموئيل
23 : 5 ورومية 1 : 3 و عبرانيين 1: 3 ) .
وقال الرسول إن المراد بهذه المواعيد هو المسيح ( أعمال2: 25-32 ) وتأمل في قول النبي إشعياء 9 : 6 و7 و11 : 1- 10 و55 : 1 - 5 وإرميا 23 : 5 وحزقيال 34 : 23 ودانيال 2 : 44 وهوشع 3 : 5 ولوقا 1 : 31-33 و68 - 72 وكانت مملكة سليمان تشير إلى مملكته .
وقال الرسول إن المراد بهذه المواعيد هو المسيح ( أعمال2: 25-32 ) وتأمل في قول النبي إشعياء 9 : 6 و7 و11 : 1- 10 و55 : 1 - 5 وإرميا 23 : 5 وحزقيال 34 : 23 ودانيال 2 : 44 وهوشع 3 : 5 ولوقا 1 : 31-33 و68 - 72 وكانت مملكة سليمان تشير إلى مملكته .
ومملكة المسيح روحية ، قال عنها : مملكتي ليست من هذا العالم ( يوحنا
18: 36 ) فلذا تُسمَّى ملكوت السماء ، أو ملكوت الله ، دلالة على أن أصلها وامتيازاتها
وأعمالها وخصائصها هي روحية سماوية ، والمسيح ملكها ليس ملكاً دنيوياً (متى 20 : 28
وزكريا 9 : 9 ) وعرشه ليس أرضياً ، فإن عرش مجده وعظمته هو في السماء ، وعرش نعمته
ومحبته هو في الكنيسة ، يعني يملك على قلوب المسيحيين بالمحبة , وعرش دينونته هو في
اليوم الأخير ، وصولجانه روحي ( مزمور 110 : 2 ) وشرائعه روحية ( رومية 7 : 12 وعبرانيين
4 : 12 ) وعبادته روحية ( يوحنا 4 : 24 ورومية 12 : 1 و 1بطرس 2 : 8 وفيلبي 3 : 3 ) ورعاياه
روحيون ( أفسس 4 : 23 ويوحنا 2 : 13 ) وسفراؤه روحيون ، يُرْسَلون في مأموريات روحية
( 2كورنثوس 5: 20 ) وأسلحته روحية ( أفسس 6: 10 و 2كورنثوس 10 : 4 ) وعقابه وثوابه
روحيان ( 2تسالونيكي 1 : 4 ) ونواياه وغايته روحية ( يوحنا 3 : 8 وأعمال 26 : 18 ) وملكوته
عمومي يشمل جميع الناس من كل صنف وأمة وشعب ولغة تحت السماء , وهي أبدية .
ويقوم ملكوت المسيح الروحي بالقداسة والمحبة والوداعة والتقوى
والإيمان ، والمسيح مالِك على الأفئدة بالمحبة لا بالسيف والقسوة والجاه
الدنيوي .
ولمَّا كانت مملكة المسيح روحية تنازل الله وشبّهها بمملكة داود ،
ليقرِّبها لعقولنا القاصرة , فكانت مملكة سليمان رمزاً إلى هذا الملكوت ، وكان سليمان
رمزاً إليه ، فإن السلام امتد في عصره ، والمسيح هو ملك السلام الحقيقي .
فيُرى مما تقدم أن الله أنجز ما وعد به داود ، فإنه أقام من ذريته
مَنْ بنى الهيكل , وأنجز الله ما في هذا الوعد من الأمور الروحية ، وهو إرسال الفادي
من ذرية داود ، وبقاء هذه المملكة الروحية إلى الأبد .
ســؤال 5 :
هناك اختلاف بين الأسماء الواردة في 2 صموئيل 8 و الواردة في 1أخبار 18 ؟
الـــــرد عليه :
(1) نقدم جدولًا بالأسماء في الأصحاحين :
2صموئيل 8: 1 / 1أخبار 18: 1
وبعد ذلك ضرب داود الفلسطينيين وبعد ذلك ضرب داود الفلسطينيين
وأذلهم وأخذ زمام القصبة من يد وأذلهم وأخذ جت وقراها من يد الفلسطينيين .
( آية 3 ) هدد عزر / ( آية 3 ) هدر عزر
(4) 1700 فارس / (4) ألف مركبة وسبعة آلاف فارس
(8) ومن باطح ومن بيروثاي مدينتي / (8) ومن طبحة وخون مدينتي هدر
عزر أخذ داود نحاساً أخذ داود نحاساً كثيراً جداً
(9) وسمع توعي ملك حماة / (9) وسمع توعو ملك حماة
(10) يورام / (10) هدورام
(12) من أرام / (11) أدوم
(13) أرام / (13) وجعل في أدوم محافظين
(17)أخيمالك وسرايا كاتباً / (16) أبيمالك وشوشا كاتباً
فيُرى بمجرد النظر عدم وجود أدنى تناقض بين 2صموئيل 8 : 1 و1أخبار
18 : 1 , فذُكر في صموئيل أن داود ضرب الفلسطينيين وأذلّهم وأخذ العاصمة , وفي سفر
الأخبار قال : أخذ جت وقُراها , ولا يخفى أن جت هي العاصمة , فلا تناقض , فيجوز أن
نسمّي العاصمة باسمها ، أو نقتصر على إطلاق عاصمة عليها ، فإنه لا يوجد في أي مملكة
عاصمتان .
(2) أما هدد عزر وهدر عزر، فان الاسم الواحد كثيراً ما يُقرأ بأوجه
شتّى ، مثل إبراهيم وإبراهام وإبراهم وإسماعيل وإسماعين ، والياس وإلياسين , ( راجع
تعليقنا على 2صموئيل 10 : 16 ، 19 ) .
(3) ورد 1700 فارس ، وفي مكان آخر ألف مركبة و 7000 فارس , والمراد
بسبعمائة فارس 700 صف من الفرسان ، وكل صفّ يشتمل على عشرة ، فيكون سبعة آلاف فارس , ففي محل ذكر عدد الفرسان ، وفي المحلّ الآخر ذكر عدد الصفوف ، لأن النصرة كانت عظيمة ,
أما الألف فهي ألف مركبة .
(4) باطح وبيروثاي مدينتا هدر عزر هما ذات طبحة وخون , طبحة وخون
اسماهما باللغة الأشورية ، وطابح وبيروثاي اسماهما بالعبرية , واختلاف الأسماء لتنوّع
اللغات معهود ، فمصر اسمها باللغة الأجنبية إجِبت وبالعربية مصر , وعكا اسمها باللغة
الأجنبية أكر .
(5) توعي ملك حماة هو ذات توعو ملك حماة ، فلا يوجد أدنى اختلاف , ( راجع تعليقنا تحت رقم 2 ) .
(6) يورام هو ذات هدورام ( راجع تعليقنا تحت رقم 2 ) .
(7) قوله أرام وأدوم ، فلا تناقض لأن أرام عامة تشمل أدوم ، وهو
كإطلاقنا مصر على القاهرة , فمصر كلمة عامة تشمل الوجهين البحري والقبلي في مصر، ومع
ذلك فكثيراً ما نطلق لفظة مصر على القاهرة من إطلاق الكل على الجزء ، لأنه لمَّا كان
هذا الجزء من الأركان المهمة أُطلق عليه الكل .
(8) ورد في 1أخبار 18: 13 وجعل في أدوم
محافظين وفي 2صموئيل 8 : 14 ووضع محافظين في أدوم كلها .
(9) بخصوص أخيمالك وسرايا الكاتب هما ذات أبيمالك وشوشا الكاتب , ( راجع تعليقنا تحت رقم 2 ) .
ســؤال 6 :
اعتراض على 2 صموئيل 8 : 18 * و بناياهو بن يهوياداع على الجلادين
و السعاة و بنو داود كانوا كهنة * ؟
الـــــرد عليه :
انظر تعليقنا على العدد 3 : 10 و هو كما يلي ( جاء في العدد 3 : 10 و 16 : 40 أن الكهنة من نسل هرون فقط ، وأن الغريب عنهم الذي يتقدم لخدمة الكهنوت يُقتل , ولكننا نقرأ في 2صموئيل 8 : 18 أن بني داود كانوا كهنة ) ؟
و الـــــرد عليه : الكلمة العبرية المترجمة كهنة في 2صم 8 : 18 لا تعني فقط كاهن بل خادم وناصح ومُقدِّم خدمات , فقد كان بنو داود مقدِّمي خدمات دينية ، فكان مركزهم شرفياً ودينياً كالكهنة .
ســؤال 7 :
نجد في 2 صموئيل 10 : 6 ولما رأى بنو عمون أنهم أنتنوا عند داود استأجروا أرام بيت رحوب 20 ألف راجل ، ومن ملك ألف رجل ، ورجال طوب 12 ألف رجل , ولكن 1أخبار 19 : 6 و 7 يقدم أرقاماً أخرى ، فيقول : لكي يستأجروا لأنفسهم من أرام النهرين ومن أرام معكة ومن صوبة مركبات وفرساناً , فاستأجروا لأنفسهم 32 ألف مركبة ، وملك معكة وشعبه , وهذا تناقض ؟
الـــــرد عليه :
كانت بيت رحوب مملكة صغيرة في بلاد مابين النهرين ، وكانت معكة
وصوبة وطوب ممالك صغيرة تابعة لأرام , وتتضح سلامة الآيات من الجدول الآتي :
أراميون من بيت رحوب
ومن صوبة 000 .20 أراميون من صوبة ,, الخ 000 . 32
أراميون من طوب 000 . 12 أراميون من معكة
أراميون من معكة 000 . 1 (لا يذكر عددهم) 000 .1
000 . 33 000 . 33
وكلمة مركبة في أخبار أول يمكن ترجمتها راكب مركبة أو جندي , وكان
الجندي مدرّباً على الحرب في مركبة أو راجلًا أو على حصان .
ســؤال 8 :
ورد في 2 صموئيل 10 : 16 و19 في ثلاثة مواضع ، وفي 1أخبار 18: 3 - 10 في سبعة مواضع لفظة هدر عزر ، والصحيح لفظة هدد عزر بالدال ؟
الـــــرد عليه :
وردت في ذات اللغة ألفاظ بالدال والراء .
ســؤال 9 :
هناك اختلافات وتناقضات في 2 صموئيل 10 : 18 حيث يقول : وقتل داود من أرام سبع مئة مركبة وأربعين ألف فارس , وضرب شوبك رئيس جيشه فمات هناك , ولكن 1أخبار 19 : 17 و18 يقول : وقتل داود من أرام 7 آلاف مركبة و40 ألف راجل , وقَتَل شوبك رئيس الجيش ؟
الـــــرد عليه :
من دقق النظر رأى أن مراد النبي بكلمة المركبة في العبارة
الأولى هو الذين فيها ، وفي كل مركبة عشرة جنود , والذي يعيّن هذا المقدار العدد
المذكور في سفر الأخبار ، فإن الكتاب يُفسَّر ببعضه ، فيكون سبعة آلاف جندي , وهو يقول
وقتل داود 700 مركبة فإن المركبة لا تُقتَل ، بل يُقتَل من فيها , والمراد بعبارة
النبي في المحل الثاني هو الرجال ، فلا تناقض ولا خلاف , وقوله فارس في محل وفي محل
آخر راجل يُظهر أنهم كانوا يحاربون تارة مشاة وأخرى على الخيل , فمن نظر إلى أنهم
كانوا على الخيل أطلق عليهم لفظة فرسان من باب التخصيص، ومن نظر إلى أنهم كانوا
مشاة أطلق عليهم كلمة مشاة من باب التخصيص أيضاً .
وتوهّم المعترض أن لفظة إليهم تنافي حيلام وهو من الغرائب , فإذا قال
النبي صموئيل إن داود توجّه إلى حيلام لمحاربة أعدائه ، ثم قال نبي آخر في سفر
الأخبار إنه توجه إليهم لمحاربتهم ، فما الفرق بين الأمرين ؟ وهدد عزر هو عين هدر عزر
كما تقدم في تعليقنا على 2 صموئيل 10 : 16 و19 ، وشوبك هو عين شوبك ، ورئيس الجيش هو
ذات رئيس الجيش ؟ فغاية المعترض أن يوهم الناس وجود اختلافات كثيرة .
ســؤال 10 :
ورد في 2 صموئيل 11 : 3 بثشبع بنت أليعام ويناقضه ما ورد في 1أخبار 3 : 5 بتشوع بنت عميئيل ؟
الـــــرد عليه :
بتشوع هي بثشبع ، ولا يخفى ما يوجد بين هاتين اللفظتين من
تشابه , وقد كان أبوها يسمى تارة عميئيل وأخرى أليعام ، فإنه يجوز تسمية الإنسان تارة
باسمه وأخرى بلقبه أو كنيته ، كما هو المعهود في كل لغة .
ســؤال 11 :
بين 2 صموئيل 12 : 31 وبين 1 أخبار 20 : 3 اختلاف ، فإن كانت عبارة صموئيل صحيحة فلتُجعَل عبارة سفر الأخبار مثلها ؟
الـــــرد عليه :
لنورد الآيتين :
قال صموئيل النبي : وأخرج الشعب الذي فيها
ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس حديد ، وأمرّهم في أتون الأجرّ , وهكذا صنع
بجميع مدن بني عمون , ثم رجع داود وجميع الشعب إلى أورشليم .
وفي الأخبار : وأخرج
الشعب الذين بها ونشرهم بمناشير ونوارج حديد وفؤوس ، وهكذا صنع داود لكل مدن بني
عمون , ثم رجع داود وكل الشعب إلى أورشليم .
فما هو الفرق بين الآيتين ؟ ألا ترىأنهما توضحان إذلال داود لبني
عمون حتى عاشوا في الذل مدة حياتهم ؟
فهنا عبر عن إذلالهم ، فإن وضع
الشيء تحت المنشار والنورج يدل على منتهى الانكسار والانسحاق، ويعني أنهم صاروا
أذلّاء , وكلمة وضعهم هي بمنزلة نشرهم .
ســؤال 12 :
ورد في 2 صموئيل 15 : 7 لفظ الأربعين ، وفي الآية 8 لفظ أرام , وكلاهما خطأ ، والصحيح لفظ الأربع بدل الأربعين ، ولفظ أدوم بدل من أرام ، وحرّف مترجمو العربية فكتبوا لفظ الأربع ؟
الـــــرد عليه :
نورد النص الأصلي ليظهر الحق ، فورد : وفي نهاية أربعين سنة قال
أبشالوم للملك : دعني فأذهب , فقوله أربعين سنة هي مطلقة غير مقيّدة بشيء ، فلم يقل
بعد أربعين من ثورة أبشالوم أو ما شاكل ذلك, فيحتمل أن يكون المراد منها بعد أربعين
سنة من مسح صموئيل النبي لداود ملكاً ، وليس من وقت فتنة أبشالوم , فإن مَسْح داود
ملكاً هو من الحوادث المهمة التي تُدوّن وتُؤرَّخ منها التواريخ ، وحينئذ فلا وجه
للاعتراض .
وقال يوسيفوس المؤرخ الشهير إن القراءة هي أربع سنين فيكون أربع
سنين من عصيان أبشالوم ، والقراءتان في غاية الصحة , فقوله : حرّف مترجمو العربية
فكتبوا أربعة ، قلنا : إن الترجمة في الأمور الثانوية ما دام الأصل المأخوذ عنه
الترجمة موجوداً ، فهو الذي يُعوّل عليه .
أما قوله إن لفظة أرام خطأ وصوابه أدوم قلنا : إن لفظة أرام هي عامة ، تشمل أدوم وغيرها ( انظر تعليقنا على 2صموئيل 8 : 1 تحت رقم 7 ) .
ســؤال 13 :
جاء في 2 صموئيل 17 : 25 أن عماسا ابن رجل اسمه يثرا الإسرائيلي ، ولكن 1أخبار 2 : 17 يقول إن يثرا إسماعيلي ؟
الـــــرد عليه :
يثرا إسماعيلي بالميلاد ، لكنه صار يهودياً , وكان اسمه
الإسمعيلي يثر، صار يثرا .
ســؤال 14 :
جاء في 2 صموئيل 19 : 29 أن داود قسم ممتلكات مفيبوشث مع خادمه صيبا ، مع أن مفيبوشث كان بريئاً ، وكان صيبا كاذباً , ألا يدلّ هذا على أن داود كافأ الكذب وظلم الأمانة ؟
الـــــرد عليه :
(1) كان صيبا واسطة تعريف داود بمفيبوشث ، فردَّ داود ممتلكات
عائلة مفيبوشث له , ولما كان مفيبوشث أعرج الرجلين فقد أمر داود صيبا بالإشراف على
تلك الأراضي , ودخل الطمع صيبا ، فخدع داود عندما كان أبشالوم بن داود يقوم بانقلابه
الفاشل على أبيه , ولم تكن حالة داود النفسية طبيعية بسبب ظروفه السياسية ، فأصدر
حكمه أن يأخذ صيبا ممتلكات مفيبوشث ، دون أن يحقق داود في القضية , وداود في ذلك أظهر
الضعف وعدم العدالة .
(2) على أن الذين يوجّهون اللوم لداود يجب أن يرجعوا إلى الاتفاق
الأصلي في 2 صموئيل 9 : 10 حيث كلَّف داود صيبا بزراعة الأرض لحساب مفيبوشث الأعرج ،
وبناءً على هذا يستحق صيبا نصف المحصول , فحصول صيبا على نصف الأرض يعني أنه سيزرع
نصف الأرض الآخر كله لحساب مفيبوشث , وليس في هذا شيء من عدم الإنصاف .
ســؤال 15 :
ورد في 2 صموئيل 23 : 8 يوشَيْب بشَّبث التحكموني رئيس الثلاثة هو هزَّ رمحه على ثمانمائة قتلهم دفعة واحدة وورد في 1 أخبار 11 : 11 يشبعام ابن حكموني رئيس الثوالث هو هزَّ رمحه على ثلثمائة قتلهم دفعة واحدة , هنا ثلاثة أخطاء ؟
الـــــرد عليه :
يجوز أن يكون الاسم العَلَم مركباً من اسم فاعل وجار ومجرور،
فإن معنى بشّبث الرابض أي الجالس في مكانه :
(1) هذا جائز في كل لغة ، فالعَلم يكون مركّباً من مضاف ومضاف إليه
مثل عبد الله ، ومن فعل وفاعل مثل جاد الحق ، ومن اسم فاعل وغيره مثل الحاكم بأمر
الله و المعتصم بالله .
(2) ظن أن كلمة هزّ رمحه هي علَم فقال إنها خطأ .
(3) العدد ، فأحد النبيين اقتصر على ذكر الذين قتلهم فسقطوا صرعى ، أما النبي الآخر فنظر إلى الذين قتلهم وجرحهم وولّوا الأدبار، فإنه إذا قتل 300
لابد أن يكون جرح وهرب 500 أيضاً , وكل منهما صادق ومصيب فيما قال .
ســؤال 16 :
ورد في 2 صموئيل 24 : 1 أن الله ألقى في قلب داود أن يعد بني إسرائيل ، ويُؤخذ من 1 أخبار 21 : 1 أن الشيطان أغوى داود على ذلك , ولمَّا لم يكن الله خالق الشر عندهم لزم الاختلاف ؟
الـــــرد عليه :
نعتقد أن الله هو الفاعل الحقيقي ، ونسبة الإغواء والإغراء
والتضليل إلى الشيطان مجاز عقلي ، فإننا نعتقد أنه لا يحدث شيء إلا بإذن الله , وقد
ورد صريحاً أن الله هو فاعل الخير بإرادته ، وفاعل الشر بإذنه والسماح منه , وقد ورد
في رسالة يعقوب 1 : 13: لا يقُلْ أحدٌ إذا جُرِّب إني أُجرَّب من قِبَل الله ، لأن
الله غير مجرَّب بالشرور ، وهو لا يجرِّب أحداً , ولكن كل واحد يُجرَّب إذا انجذب
وانخدع من شهوته , وهذا يعني أن الإنسان يُعاقب ويُثاب بالنظر إلى ما يختار , ومع
ذلك يقول الله إنه خالق الخير والشر ( إشعياء 45 : 7 ) , فالإغواء والإغراء يُنسَب إلى
الشيطان مجازاً عقلياً لعلاقته السببية ، فإنه لمَّا كان هو السبب في الشر والخطايا ،
نُسب إليه الإغواء ، وإلا فالفاعل الحقيقي هو الله , فإذا قال النبي مرة إن الله ألقى
في قلب داود أن يعدّ بني إسرائيل كان جارياً على الحقيقة ، وإذا نُسب ذلك في محل آخر
إلى الشيطان كان مجازاً عقلياً .
ســؤال 17 :
ورد في 2 صموئيل 24 : 9 فدفع يوآب جملة عدد الشعب إلى الملك ، فكان إسرائيل 800 ألف رجل ذي بأس مستل السيف ، ورجال يهوذا 500 ألف رجل , وهو ينافي ما ورد في 1 أخبار 21 : 5 فدفع يوآب جملة عدد الشعب إلى داود ، فكان كل إسرائيل مليون ومائة ألف رجل مستلي السيف ، وي هوذا 470 ألف رجل مستلي السيف , فيوجد اختلاف بحسب الظاهر في نحو 330 ألف رجل ؟
الـــــرد عليه :
(1) من طالع 1 أخبار 27 يرى أنه كان يوجد 12 ضابطاً ، يترأس كل
ضابط على الجيش شهراً كاملًا ، وكان تحت رئاسة كل منهم ألف جندي , فمجموع عدد الجيش
الذي كان تحت رئاسة أولئك القواد هو 288 ألف جندي , وذكر في هذا الأصحاح أيضاً أنه
كان يوجد غير ذلك 24 ألف جندي لأمراء أسباط بني إسرائيل ، فالمجموع هو ألف جندي ، وهو
الفرق بين الإحصائين , فصموئيل النبي لم يلتفت إلى الثلثمائة ألف جندي لأنهم كانوا
معروفين عند الملك ، فهم الجيش الذي كان تحت السلاح ، ولم يكن داعٍ إلى إحصائهم , وأما
في سفر أخبار الأيام فضمهم إلى الإحصاء ، والدليل على ذلك تعبيره عن الإحصاء الكامل
بما فيه الجيش ، بقوله ما معناه أن كل إسرائيل مليون ومائة ألف ، أما صموئيل النبي
فلم يقل كل إسرائيل ، بل قال : كان إسرائيل .
(2) كان الجيش الذي تحت السلاح نحو 30 ألف جندي كما في 2 صموئيل 6 : 1
محافظين على حدود فلسطين ، وقد أدرجهم النبي صموئيل في الخمسمائة ألف جندي رجال
يهوذا , أما في سفر الأخبار فلم يدرجهم ، بل اقتصر على ذكر 470 ألف جندي , وسببه أنه
لم يكن جميع الثلاثين ألف جندي من سبط يهوذا ، ولذا لم يعبر في إحصاء هذا السبط
بلفظة كل يهوذا كما فعل في إسرائيل بقوله كل إسرائيل ، بل كانوا من عدة أسباط , وعليه فلا يوجد اختلاف ولا تناقض .
(3) وليس هذا الحل تلفيقاً من عندنا ، فإن هذه الأرقام جميعها مذكورة
في التوراة , فذكر عدد الجيش الذي تحت السلاح وقواده المعتبرين ، وذكر عدد الذين
كانوا على الحدود , ولو لم يذكر النبي ذلك في الكتاب ، لما رأى البعض هذا الاختلاف ، ولما قالوا إنه يوجد تناقض واختلاف أو غلط .
ســؤال 18 :
ورد في 2 صموئيل 24 : 13 فأتى جاد إلى داود وقال له : أتأتي عليك سبع سني جوع في أرضك ؟ وفي سفر 1أخبار 21 : 12 ثلاث سنين جوع ؟
الـــــرد عليه :
راعى النبي في سفر الأخبار شدة الجوع والقحط وهي 3 سنين ، أما
صموئيل النبي فأضاف إليها الطرفين ، فأضاف إلى كلٍ منهما سنتين أخريين , فإنه لا بد
أن يسبق شدة القحط سنتان يكون فيهما القحط خفيفاً نوعاً ، ثم يشتد 3 سنين ، وبعد هذه
المدة يأخذ في التناقص شيئاً فشيئاً ، ولا ينتهي إلا بعد الزرع والقلع ، ويلزم لذلك
نحو سنتين .
وإذا قيل ما هي الحكمة في اقتصاره على ذكر ثلاث سنين ، قلنا إن
الحكمة في ذلك هي المشاكلة ، فإنه قال : ثلاثة أنا عارض عليك ، فاختر لنفسك واحداً , إما ثلاث سنين جوع ، أو ثلاثة أشهر هلاك أمام مضايقيك ، وسيف أعدائك يدركك ، أو ثلاثة
أيام يكون فيها سيف الرب وبأ في الأرض , فذكره الثلاثة في كل المواضع هو من باب
المشاكلة .
ســؤال 19 :
جاء في 2 صموئيل 24 : 24 فقال الملك لأرونة : لا بل أشتري منك بثمن ، ولا أُصعد للرب إلهي محرقات مجانية , فاشترى داود البيدر والبقر بخمسين شاقلًا من الفضة , ولكن جاء في 1 أخبار 21 : 25 ودفع داود لأرنان عن المكان ذهباً وزنه 600 شاقل , وفي هذا تناقض ؟
الـــــرد عليه :
من يقرأ هاتين العبارتين قراءة سطحية يبدو له فيهما تناقض ، ولكن عندما يدقق النظر فيهما يتضح له العكس , فالآية الواردة في 2 صموئيل تفيد أن
داود اشترى من أرونة البيدر والبقر ، بينما ما جاء في 1 أخبار يفيد مبايعتين , فداود
اشترى أولًا البيدر والبقر بخمسين شاقلًا من الفضة ، أي بنحو ستة جنيهات ذهبية ونصف ، ثم عاد فاشترى من أرنان الحقل بجملته بستمائة شاقل من الذهب ، أي 1320 جنيهاً ذهبياً
وفي هذا الموضع بُني الهيكل فيما بعد , وبديهي أن الهيكل قد استلزم قطعة أرض أكبر من
البيدر .
إن شاء الرب و عشنا نبدأ في سفرملوك أول لاحقا ........