-->
U3F1ZWV6ZTQ3MTUyMTkyMzk1X0FjdGl2YXRpb241MzQxNjkyODI4NjY=
recent
أخبار ساخنة

قسم اللاهوتيات ( هل مات المسيح مصلوبا ؟) لاهوت عقيدي جزء (1)

قسم اللاهوتيات ( كـل شــئ عـن مـوت الـمـسـيـح عـلـى الـصـلـيــب)

لماذا اختار السيد المسيح موت الصليب بالذات ؟

أولآ : لماذا اختار السيد المسيح موت الصليب بالذات ؟

 لكي تتحقق النبوات التي قيلت عن موت المسيح على الصليب

صلبه بالمسامير :

النبوة : 
* لانه قد احاطت بي كلاب جماعة من الاشرار اكتنفتني ثقبوا يدي و رجلي * مز 22 : 16
التحقيق :
*و لما مضوا به الى الموضع الذي يدعى جمجمة صلبوه هناك مع المذنبين واحدا عن يمينه و الاخر عن يساره * لو 23  : 33
* فقال له التلاميذ الاخرون قد راينا الرب فقال لهم ان لم ابصر في يديه اثر المسامير و اضع اصبعي في اثر المسامير و اضع يدي في جنبه لا اؤمن * يو 20 : 25

صلبوه مع أثمة :

النبوة :
* سكب للموت نفسه و احصي مع اثمة * اش 53 : 12
التحقيق :
*  حينئذ صلب معه لصان واحد عن اليمين و واحد عن اليسار* مت 27 : 38
*  لاني اقول لكم انه ينبغي ان يتم في ايضا هذا المكتوب و احصي مع اثمة * لو 22 : 37

فقد جمال منظره على الصليب من كثرة جراحاته :

النبوة :
*لا صورة له و لا جمال فننظر اليه و لا منظر فنشتهيه* اش 53 : 2
التحقيق :
* و ضفروا اكليلا من شوك و وضعوه على راسه * مت 27 : 29

عطشه على الصليب :

النبوة :
*  يبست مثل شقفة قوتي و لصق لساني بحنكي و الى تراب الموت تضعني* مز 22 : 15
التحقيق :
* بعد هذا راى يسوع ان كل شيء قد كمل فلكي يتم الكتاب قال انا عطشان* يو 19 : 28

يتفرسون فيه  و هو على الصليب :

النبوة :
* احصي كل عظامي و هم ينظرون و يتفرسون في* مز 22 : 17
التحقيق :
*  و كان الشعب واقفين ينظرون و الرؤساء ايضا معهم يسخرون به قائلين خلص اخرين فليخلص نفسه ان كان هو المسيح مختار الله* لو 23 : 35

يستهزئون به و هو على الصليب :

النبوة :
* كل الذين يرونني يستهزئون بي يفغرون الشفاه و ينغضون الراس قائلين* 8  اتكل على الرب فلينجه لينقذه لانه سر به* مز 22 : 7 , 8
التحقيق :
* و كان المجتازون يجدفون عليه و هم يهزون رؤوسهم* قائلين يا ناقض الهيكل و بانيه في ثلاثة ايام خلص نفسك ان كنت ابن الله فانزل عن الصليب* و كذلك رؤساء الكهنة ايضا و هم يستهزئون مع الكتبة و الشيوخ قالوا* خلص اخرين و اما نفسه فما يقدر ان يخلصها ان كان هو ملك اسرائيل فلينزل الان عن الصليب فنؤمن به*  قد اتكل على الله فلينقذه الان ان اراده لانه قال انا ابن الله* مت 27 : 39 - 43

صالبوه يقتسمون ثيابه فيمابينهم :

النبوة :
*  يقسمون ثيابي بينهم و على لباسي يقترعون* مز 22 : 18
التحقيق :
*  ثم ان العسكر لما كانوا قد صلبوا يسوع اخذوا ثيابه و جعلوها اربعة اقسام لكل عسكري قسما و اخذوا القميص ايضا و كان القميص بغير خياطة منسوجا كله من فوق*  فقال بعضهم لبعض لا نشقه بل نقترع عليه لمن يكون ليتم الكتاب القائل اقتسموا ثيابي بينهم و على لباسي القوا قرعة هذا فعله العسكر* يو 19 : 23 , 24

طعنه بالحربة في جنبه :

النبوة :
* و افيض على بيت داود و على سكان اورشليم روح النعمة و التضرعات فينظرون الي الذي طعنوه و ينوحون عليه كنائح على وحيد له و يكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره* زك 12 : 10
التحقيق :
*  لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة و للوقت خرج دم و ماء* و الذي عاين شهد و شهادته حق و هو يعلم انه يقول الحق لتؤمنوا انتم* لان هذا كان ليتم الكتاب القائل عظم لا يكسر منه*  و ايضا يقول كتاب اخر سينظرون الى الذي طعنوه * يو 19 : 34 – 37
*  هوذا ياتي مع السحاب و ستنظره كل عين و الذين طعنوه و ينوح عليه جميع قبائل الارض نعم امين* رؤ 1 : 7

لم تكسر عظامه كعادة ما يتم مع المصلوبين :

 النبوة :
*  يحفظ جميع عظامه واحد منها لا ينكسر* مز 34 : 20
التحقيق :
*  و اما يسوع فلما جاءوا اليه لم يكسروا ساقيه لانهم راوه قد مات * يو 19 : 33 


ثانيا : ماهي مفاعيل أختيار السيد المسيح للصليب كوسيلة للموت ؟

  مفاعيل إختيار السيد المسيح للصليب كوسيلة للموت عن البشر

1ـ ترك لعدو الخير اختيار أصعب الميتات وأشنعها :-

فلو اختار السيد المسيح طريقة سهلة لموته مثل السيف لقالوا عنه أنه هرب من أصعب الميتات إلى أسهلها، فالصليب يمثل أطول الميتات وأبشعها، حيث يتحمّل الإنسان آلامًا عظيمة لفترات طويلة، فتتمزق أنسجة وأعصاب يديه ورجليه، ويتصفّى دمه قطرة قطرة، ويُصاب الجسد بالجفاف الشديد نتيجة ما يفقده من دم وماء، ويموت المصلوب نتيجة الاختناق لعدم قدرته الحصول على الأكسجين اللازم للحياة، ولو اختار السيد المسيح الموت بالمرض على الفراش لشكُّوا في حقيقة موته، ولقالوا أنه مجرّد إغماء وليس موتًا. ويقول القديس أُغسطينوس: "لم يكن بين صنوف الموت، ما هو أبشع من موت الصليب، ولقد اجتاز المسيح أبشع موت لكي يذبح الموت وينزع عنا كل صنوفه " 

2ـ ليُظهر محبته اللانهائية لنا :-

إنه أراد أن يقول لنا حتى لو كان الموت موت الصليب يقف عائقًا بيني وبينكم فإنني سأعبره وأجوز فيه من أجل محبتي اللا نهائية لكم .. سأشرب كأس الهوان والمذلّة والسخرية، وسأتحمّل كل العذابات الشيطانية، حتى آخذكم وأعبر بكم إلى ملكوتي .. سأُربط لكي أحل وثاقات آدم وبنيه ، سأُجلد عوضًا عمن خالف الوصية وحقَّت عليه الجلدات ، سأتعرض للعري لكيمـا أستـر عريكم ، سأحمل الشوك على رأسي إكليلًا لأزيل لعنة الأرض.. "ملعونَة الأرض بَسبَبَك.. وشوكًا وحَسكًا تُنبت لك" (تك 3: 17، 18) سأسمح لهم بتسمير يداي عوضًا عن يد حواء التي امتدت إلى الثمرة المحرَّمة ، وسأسمح لهم بتسمير قدماي حتى لا تسعى أقدامكم نحو الخطية.

3ـ للصليب وجهان هما قساوة الإنسان ومحبة اللَّه :-

الوجه الظاهر للصليب يعكس لنا مدى قساوة الإنسان وتجبُّره وشرّه ، والوجه الخفي يعلن محبة اللَّه الفائقة للخطاة والفجَّار والعصـاة "هكـذا أحَـبَّ اللَّه العالم" (يو 3: 16)، و"هكذا" = إلى ما لا نهاية..

4ـ الصليب له وجهان هما نصرة المسيح وهزيمة الشيطان :-

"وكان الرمز الواضح لهذه المعركة هو الصليب الذي أعدّه هامان (كان رمزًا للشيطان) ليصلب عليه مردخاي (كان رمزًا للسيد المسيح) فإذ بمردخاي ينجو ويُصلَب هامان على الخشبة، ويقول نيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ : "فقد تحوَّل الموقف تمامًا وكأن الشيطان يقيم حفلًا أو وليمة وأحضر معه كل بوابات الجحيم وكل قوات الظلمة لتحيط بمنطقة الجلجثة، فوقف أمامه من "خَرَج غالبًا ولكي يَغلب" (رؤ 6: 2) ففزعت من أمامه كل هذه القوات حينما أبصرت مجد لاهوته" 

5ـ ليس من اللائق أن يُذبَح المسيح وهو مُلقىَ على الأرض :-

كانت الحملان التي تُقدَم ذبائح للَّه تُذبَح وهي مُلقاة على الأرض، أما الحَمَل الحقيقي فكان يليق به أن يُذبح وهو قائم، وفي هذا إشارة واضحة إلى حقيقة القيامة في عمق الموت ، فالقيامة في الصليب ، والصليب في القيامة، ولذلك كثيرًا ما تحدّث السيد المسيح عن آلامه وقيامته، وكان يقول: "وفي اليوم الثالث يقوم".
وكان السيد المسيح يمثل الكاهن والذبيحة فلو ذُبح وهو مُلقىَ على الأرض لكان يمثل الذبيحة فقط.
 أما عندما ذُبح وهو قائم على الصليب فاتح ذراعيه، فقد قام هنا بدور الكاهن الذي يقدّم ذاته ذبيحة فداءً عن البشرية، وهو أيضًا المصلوب (الذبيحة الحيَّة) "فِصْحَنا أيضًا المسيح قد ذُبِح لأجلِنا" (1كو 5: 7) ورآه يوحنا الرائي: "خَروف قائِمٌ كأنه مَذبوح" (رؤ 5: 6).

6- لتكمُل النبوات :-

فقد تنبأ داود عن موت الصليب قائلًا: "ثَقَبُوا يَدَيَّ ورجليَّ. وأُحْصي كل عِظامي.. يقْسِمُون ثيابي بينَهم، وعلـى لبَاسي يقْتَرعون" (مز 22: 16 ـ 18) وقال المُرنّم: "مَلَك الـرب علـى خشبة" (مز 95: 10 السبعينية) وتنبأ إشعياء قائلًا: "وهو مجرُوح لأجْل مَعَاصينا، مَسْحوقٌ لأجْل آثامِنَا. تأديبُ سلامِنا عليه، وبِحُبْره (جراحاته) شُفينا" (إش 53: 5) وتنبأ إرميا النبي قائلًا: "وأنا كَخَروف داجنٍ (أليف) يُسَاقُ إلى الذَّبح، ولم أعْلَم أنهُم فكَّروا عليَّ أفكارًا، قائلين: لنُهلِك الشّجرة بثمرها، ونقْطَعْه من أرض الأحياءِ، فلا يُذكَر بعد اسمُهُ" (إر 11: 19).

7- ليتم قول السيد  المسيح :-

"كَما رَفَعَ موسى الحيَّة في البرّيّة هكذا ينبغي أن يُرفَع ابن الإنسان" (يو 3: 14).. "متى رَفَعْتُم ابن الإنسان، فحينئذٍ تفهَمُون أني أنا هو" (يو 8: 28).. "وأنا إن ارتَفَعت عن الأرض أجْـذِبُ إليَّ الجميع" (يو 12: 32).

8 ـ ليموت علانية :-

ويشهد موته جمهور من الشعب ومن الكتبة والفريسيين والكهنة ورؤسائهم،لقد استغرق تعليقَه على الصليب حتى موته ثلاث ساعات، وظل ميتًا على الصليب نحو ثلاث ساعات أخرى، فلو مات بالسيف أو بالحرق أو بالإغراق أو بالشنق فإن هذا لا يستغرق إلاَّ عدَّة ثوانٍ أو عدَّة دقائق. أما كونه يظل مُعلّقًا على الصليب هذه المدّة ويشهد الجميع لموته حتى الطبيعة الثائرة.. فليستد كل فم يدّعي أن المسيح تعرّض فقد للإغماء ولكنه لم يمت..
ويقول القديس أثناسيوس الرسولي: "وحتى ولو لم يكن به أي مرض أو وجع، وافترضنا أنه هو نفسه قام بإخفاء جسـده في زاوية أو في صحراء أو منزل، أو أي مكان آخَر، ثم بعد ذلك ظهر فجأة قائلًا أنه قام من بين الأموات، لترأى للجميع أنه يتكلّم بكلام هزيان، ولما صدّقوا ما قاله عن القيامة، لأنه لم يكن هناك أي شاهد على موته.
وكيف يكون لتلاميذه الجسارة على أن يتكلّموا عن القيامة إن كانوا لا يستطيعون أن يقولوا أنه مات أولًا؟ أو كيف يمكن أن يصدّق أحد قولهم أن الموت حدث أولًا ثم بعد ذلك القيامة لو لم يكن هناك شهود على موته من بين الذين يكلّمونهم؟
لأنه رغم أن موته وقيامته قد تما أمام الجميع فإن الفريسيين حينئذٍ لم يؤمنوا، بل أجبروا حتى أولئك الذين رأوا القيامة أن ينكروها، فلو أن هذه الأمور حديث سرًّا فما أكثر الحجج التي كانـوا سيخترعونها ليبرروا بهـا عدم إيمانهم"(تجسد الكلمة 23: 1 ـ 4) .

9ـ لكيما يظل جسده صحيحًا :-

ويقول القديس أثناسيوس: "لم يمت موت يوحنا بقطع الرأس، ولا مات موت إشعياء بنشر الجسد، وذلك لكي يحفظ جسده غير منقسم وصحيحًا تمامًا حتى في موته، وحتى لا يكون هناك حجة لأولئك الذين يريدون أن يُقسّموا الكنيسة" (تجسد الكلمة 24: 4) .

10ـ لكيما يفدينا من اللعنة :-

الخطية جلبت اللعنة، فعندما أخطأ آدم لعن اللَّه الأرض "ملعونَةٌ الأرض بسَبَبَك" (تك 3: 17) ولم يشأ أن يلعنه لأن منه سيأتي الفادي، وعندما أخطأ قايين لعنه اللَّه: "فالآن مَلْعُونٌ أنتَ من الأرض" (تك 4: 11) والموت الوحيد الذي يحمل في طياته اللعنة هو موت الصليب : "لأن المُعلَّق مَلعُونٌ من اللَّه. فلا تُنَجِّس أرضَكَ التي يُعطِيكَ الرب إلهُك نصيبًا" (تث 21: 23).
 وجاء السيد المسيح ليرفع اللعنة عن جنسنا، ولذلك ارتضى أن يُعلَّق على صليب اللعنة فيقول معلمنا بولس الرسول: "المسيح افْتَدانا من لَعْنَةِ الناموس، إذ صار لَعْنةً لأجلنا، لأنه مكتوبٌ: مَلعُونٌ كل من عُلّق على خشبةٍ" (غل 3: 13).
ويقول القديس أثناسيوس: "لأنه إن كان قد جاء ليحمل اللعنة الموضوعة علينا، فكيف كان ممكنًا أن {يصير لعنة} بأي طريقة أخرى ما لم يكن قد قَبِل موت اللعنة الذي هو {موت} الصليب؟ لأن هذا هو المكتوب "ملعونٌ كلَّ من عُلّق على خشبةٍ" (تجسد الكلمة 25: 2) .

11ـ ليصالح الإنسان مع اللَّه :-

يقول نيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ : "هل السيد المسيح يمثل اللَّه في وسط البشر أم يمثل البشر أمام اللَّه؟ بالطبع هو الأمران معًا في وقت واحد. هو ابن اللَّه وهو ابن الإنسان في نفس الوقت. بدون التجسد كان السيد المسيح سيبقى ابنًا للَّه، والبشر هم أبناء الإنسان. ولكنه في تجسده وحَّد البنوة للَّه مع البنوة للإنسان إذ صار هو نفسه ابنًا للَّه وابنًا للإنسان في آن واحد. وأراد أن يجعل هناك صلة بين اللَّه والبشر.
فليس هناك شركة بين اللَّه والإنسان إلاَّ بيسوع المسيح وهو مُعلَّق على الصليب.. عندما ننظر إلى السيد المسيح على الصليب نقول هذا هو الطريق المؤدي إلى السماء وهـو نفسه يقول: "أنا هو الطّريق والحَقّ والحَيَاة" (يو 14: 6) كل إنسان ينظـر إلى ناحيـة الصليب لا بد أن ينظر ناحية السماء "وكما رَفَع موسى الحيَّة في البرّيَّة هكذا ينبغي أن يُرفَعَ ابن الإنسان" (يو 3: 14) فلا بد أن الناظر إليه ينظر إلى أعلى.
 هو مُعلَّق بين السماء والأرض. فحينما نراه نرى فيه اللَّه الظاهر في الجسد ونرى حب اللَّه المُعلَن للبشرية. وفي نفس الوقت حينما يراه الآب من السماء يرى فيه الطاعة الكاملة ورائحة الرضا والسرور التي اشتمها وقت المساء على الجلجثة.
 إذًا هو نقطة لقاء بين نظرنا نحن ونظر الآب السماوي. فالآب ينظر إليه، فإذا نظر كل منا إلى السيد المسيح فسوف يلتقي بالآب. بتعبير آخَر إذا كنت واقفًا بجوار الصليب والآب ينظر من السماء إلى الصليب فسيراك أنت تحته، وإذا أنت نظرت إلى الرب يسوع سترى الآب الذي يتقبل الذبيحة"  .

12ـ ليجمع تحت جناحيه الكل :-

فَرَدَ السيد المسيح ذراعيه على الصليب لكيما يجمع أولاده تحت جناحيه "كم مرَّة أرَدتُ أن أجمَع أولادَكِ كما تجمَع الدَّجَاجة فراخَها تحت جناحيها، ولم تُريدوا" (لو 13: 34)
 ويقول القديس هيبوليتس: "يسوع المسيح قد بَسَط يديه المقدَّستين على خشبة الصليب، وكأنه بذلك قد فَرَدَ جناحيه عن يمينه وعن يساره، داعيًا إليه جميع المؤمنين ومُظلّلًا عليهم، كما تغطي الدجاجة فراخها".
وفَرَدَ المسيح جناحيه على الصليب لكي ما يجمع كل الشعوب إليه، فيقول القديس أثناسيوس: "بواسطة موته هذا نقض {حائط السياج المتوسط} وصارت الدعوة لجميع الأمم، فكيف كان ممكنًا أن يدعونا إليه لو لم يكن قد صُلِب؟ لأنه على الصليب وحده يمكن أن يموت إنسان باسطًا ذراعيه.. لهذا كان لائقًا بالرب أن يحتمل هذا الموت ويبسط ذراعيه، لكي بأحدهما يجتذب الشعب القديم وبالذراع الآخَر يجتذب الذين هم من الأمم، ويوحّد الاثنين في شخصه" (تجسد الكلمة 25: 3) .

13ـ لسحق الشيطان في الهواء :-

الأماكن التي اعتاد الشيطان أن يوجد فيها قهره السيد المسيح فيها، فقد اقتحم عليه عرينه وانتصر عليه وأذلّه، بالتجربة على الجبل تارة، وبالنزول إلى ماء المعمودية تارة أخرى، وهنا نراه مُعلَّقًا في الهواء، ويقول القديس أثناسيوس: "وأيضًا إن كان الشيطان عدو جنسنا إذ قد سقط من السماء يجول في أجوائنا السفلية ويتسلّط فيها على الأرواح الأخرى المماثلة في المعصية.. فإن الرب قد جاء ليطرح الشيطان إلى أسفل، ويُطهِّر الهواء، ويُعدَّ لنا الطريق الصاعد إلى السماء كما يقول الرسول: {بالحجاب أي جسده} وهذا يلزم أن يتم بالموت. فبأي نوع من الموت كان ممكنًا أن يتم هذا، إلاَّ بالموت الذي تم في الهواء. ولذلك كان لائقًا بالرب أن يموت بهذه الطريقة.
لأنه إذ رُفِع هكذا فقد طهَّر الهواء من كل خُبث شيطاني وكل الأرواح النجسة كما يقول: { رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء} وافتتح طريقًا جديدًا للصعود إلى السماء" (تجسد الكلمة 25: 5، 6) .

14ـ ليعلن مُلكِه على جميع أطراف الأرض :-

فالصليب له أربعة أجنحة تشير إلى كل أطراف الأرض، وتشير إلى العرش الإلهي المحمول على الكائنات الأربعة الغير متجسدة، فالصليب هو عرش الحبيب الذي به مَلَكَ على القلوب .


إن شاء الرب سنستكمل  الإجابة عن سبب إختيار السيد المسيح له المجد  لموت الصليب  لاحقا ...

الاسمبريد إلكترونيرسالة

مشاركات قد تعجبك