قسم الكتاب المقدس
هل الكتاب المقدس يحرض على القتل والعنف والإرهاب وسفك الدماء والاغتصاب والخطف ؟!!!!
الجزء الثاني :-إرميا 48 : 10
س : هناك نص صريح يلعن من يمنع سيفه عن الدم "ومَلعونٌ مَنْ يَمنَعُ سَيفَهُ عَنِ الدَّمِ. " ؟
الــــرد عـلى التساؤل:
سبق أشعياء وتنبأ عن خراب موآب وتحقق هذا على يد شلمنأصر الأشورى . وهذه النبوة تشير لخراب أخر على يد بابل . وهذه عادة الله كما قلنا خراب محدود يعقبه خراب مدمَر فى حالة عدم التوبة .
الأيات 1-13 :-
1- عن مواب هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل ويل لنبو لانها قد خربت خزيت و اخذت قريتايم خزيت مسجاب و ارتعبت.
2- ليس موجودا بعد فخر مواب في حشبون فكروا عليها شرا هلم فنقرضها من ان تكون امة و انت ايضا يا مدمين تصمين و يذهب وراءك السيف.
3- صوت صياح من حورونايم هلاك و سحق عظيم.
4- قد حطمت مواب و اسمع صغارها صراخا.
5- لانه في عقبة لوحيت يصعد بكاء على بكاء لانه في منحدر حورونايم سمع الاعداء صراخ انكسار.
6- اهربوا نجوا انفسكم و كونوا كعرعر في البرية.
7- فمن اجل اتكالك على اعمالك و على خزائنك ستؤخذين انت ايضا و يخرج كموش الى السبي كهنته و رؤساؤه معا.
8- و ياتي المهلك الى كل مدينة فلا تفلت مدينة فيبيد الوطاء و يهلك السهل كما قال الرب.
9- اعطوا مواب جناحا لانها تخرج طائرة و تصير مدنها خربة بلا ساكن فيها.
10- ملعون من يعمل عمل الرب برخاء و ملعون من يمنع سيفه عن الدم .
11- مستريح مواب منذ صباه و هو مستقر على درديه و لم يفرغ من اناء الى اناء و لم يذهب الى السبي لذلك بقي طعمه فيه و رائحته لم تتغير.
12- لذلك ها ايام تاتي يقول الرب و ارسل اليه مصغين فيصغونه و يفرغون انيته و يكسرون اوعيتهم.
13- فيخجل مواب من كموش كما خجل بيت اسرائيل من بيت ايل متكلهم .
+ هذا الإصحاح يتناول حفداء لوط من إبنته الكبرى والإصحاح التالى يتناول حفداء لوط (بنى عمون) من إبنته الصغرى . وهؤلاء يشيرون اليوم لمن يسميهم الكتاب "نغول لا بنون". (عب8:12)
+ ويمثلون فئة عريضة "ممن لهم إسم أنهم أحياء وهم أموات" وهم لأنهم أولاد غير شرعيين فلا حق لهم فى الميراث مع إسرائيل هؤلاء قد يكون لهم نجاح مؤقت ولكن الدينونة ستلحقهم ولذلك فى أول الإصحاح يعرف الله نفسه بأنه إله إسرائيل فإسرائيل هو الإبن الشرعى (خر8:6) + (خر22:4)
+ وقد لعب موآب دوراً هاماً فى تاريخ إسرائيل منذ إجتياز بنى إسرائيل البرية فى طريقهم من مصر إلى فلسطين. فكانت موآب العدو اللدود لهم.
+ وكان بالاق ملك موآب حينما إستدعى بلعام ليعلن لهُ الشعب حينما خاف منهم وحينما لم يلعنه بسبب أن الله منعهُ من ذلك ، أشار بلعام على بالاق بأن يجعل إسرائيل يزنى فيلعنه الله . وهكذا أجعل بالاق إسرائيل يزنى مع بنات موأب فهلك منهم 24.000 رجل ولهذا فموآب يشير أيضاً للشيطان الذى يلقى معثرة أمام أولاد الله فيموتون .
+ لذلك فالله يعاقب موآب لكل الشر الذى ألحق بإسرائيل لذلك سمى هذا الخراب عمل الرب (10) فالويل "لمن يعثر أحد هؤلاء الصغار"
+ أية (1) نبو هو جبل فى موأب رأى منهُ موسى أرض الميعاد (تث1:34) ونبو وقريتايم ومسجاب مدن موأبية
+ وأية (2) فى حشبون فكروا عليها شراً = هى مدينة على حدود موأب وصلها الأعداء وفكروا بالشر على موأب هناك. وحشبون = مدينة المكايد. والمعنى أن موآب التى كادت لإسرائيل وأسقطتها فى الشر ها هى تسقط بنفس الطريقة فالعدو يكيد لها فى نفس المكان الذى كادت فيه الشر للأخرين.
+ وأنتِ أيضاً يا مدمين = مدمين تعنى مزبلة أو إبادة تامة. فالشر الذى فى العالم ما هو إلا مزبلة ولا يقود إلا للإبادة التامة وسيبيد الله العالم كله ورمزاً لذلك خراب موأب.
+تصَمين = تسقطين وتصبحين عاجزة. ويذهب وراءها سيف الرب .
+ وفى (3) صوت صياح وبكاء نتيجة الضربة ولكنه بكاء العذارى الجاهلات بلا فائدة.
+ وفى (4) صغارها = تترجم الأية هكذا "وأسمعت صراخها حتى صوغر" أى إلى أقصى البلاد
+ وفى (6) كونوا كعرعر = راجع (أر6:17) والمعنى أنهم بعد طردهم من بلادهم سيكونوا فى حالة ضعف كالعرعر، هاربين بلا حماية فى البرية. والمسيح كشف الشياطين وأضعفهم وفضح أساليبهم فى الغواية.
+ وفى (7) كموش = أعظم ألهة الموأبيين ولاحظ خطية موأب إتكالها على ثروتها وقوتها وحيلها = أعمالها وخزائنها = ثقة الشياطين فى أنفسهم وحيلهم سيخزيها الله وسيسقط الشيطان ورمزه هنا كموش وكل من يتبعه = كهنته ورؤساؤه
+ وفى (8) يبيد الوطاء = المقصود به وادى موأب أى شاطىء بحر لوط . ولنلاحظ أن المسيح صخرتنا وكل من يحتمى به يرفعه "رفعت عينى إلى الجبال" ولكن كل من إنخدع بحيل إبليس وأحب الأرض بشهواتها يصبح أرضياً (أى وطاء) وهذا يبيد حينما يباد إبليس. وحتى يشرح الله للشعب قديماً ألا يلتصقوا بالأرضيات منعهم من أكل الحيات وكل ما يزحف على بطنه (لا41:11-44) .
+ وفى (9) أعطوها جناحاً = فتستطيع الهرب سريعاً ولكنها بهذا ستصير مثل الطيور التى تطير فوق الخرِبْ.
+ وأية (10) ولأن هذا هو عمل الرب فملعون من يعمله برخاوة = وعملنا الأن أن نستخدم سيف الرب ، سيف الصلاة والإيمان سيف كلمة الله ضد الشياطين وذلك لنصيبها فى الصميم. وملعون من يعمل عمل الرب برخاء. وهذه الأية موجهة لكل خادم ولكل مسيحى يعمل فى كرم الرب.
+ وأية (11) يقال أن الخمر الجيدة إذا إرتاحت فلا تنقل من إناء لإناء تتحسن، أما الخمر الرديئة فعلى نقيض ذلك والمعنى هنا أنهم يشبهون الخمر الرديئة فهم لم ينتقلون من مكانهم ولم يذهبوا للسبى مدة طويلة = (ولم تواجههم تجارب أليمة) لم يفرغ من إناء لإناء. وكان المنتظر أن يتحسن طعمهم لكن لأنهم أردياء ولأنهم مستقر على درديه (عكارة الخمر) أى إستمروا فى أفراحهم وملذاتهم الجسدانية الشهوانية كما يستمد الخمر قوته من الدردى الذى فيه. هم لم يستفيدوا من أيام راحتهم فى أنهم يقدمون توبة والله أطال لهم فترة راحتهم فهم أقدم من إسرائيل كدولة ولم يعرفوا أية متاعب. ولم يفرغوا من أنية لأنية مما يضعفهم . ولكن كل هذا لم يقودهم للتوبة بل بقى طعمهُ فيه ورائحتهُ لم تتغير = أى بقيت رائحة خطيته فيه، رديئة طول الأيام . وهكذا كل من يفرح بالعالم يكون ردىء فى نظر الله.
+ وفى (12) مصغين فيصغونه = لها عدة ترجمات تقود كلها لنفس المعنى فهى إما مضلين يُضلونه أو عمال يصبون الإناء فينسكب الخمر. والمعنى أن البابليين فى تخريبهم لموأب سيفقدونها كل مصادر لذاتها الجسدية.فإذا لم نستغل بركات الله أيام راحتنا ونتوب يحرمنا الله من هذه البركات. بيت إيل = حيث هيكل العجول التى عبدها إسرائيل.
+ والأيات (43-45) فيها تحقيق لنبوة موسى عن موأب (عد 21-28) فهم سيلحق بهم غضب رهيب وسيهربون إلى حشبون ويظنون أن الغضب هكذا إنتهى بحصول الكلدانيين على المدن الأخرى ولكن تخرج نار لتلتهمهم . وفى (47،46) ينتقل الكلام من الرمز للشياطين لشعب موأب نفسه. وهم كشعب أممى لهم رجاء فى الخلاص بالمسيح. وهنا يظهر حنو الله على الجميع وحزنه على سبيهم ولكن حين يأتى المسيح يرد سبى موأب أيضاً .
.....................................
حزقيال 9
رأى النبى سابقاً شر أورشليم والآن يرى الهلاك المعد. هنا نرى دور الملائكة فى تنفيذ الدينونة. فالنبى رأى ستة ملائكة بيدهم ألاتهم المهلكة ورأى الرب يغادر مكانه إلى عتبة البيت. ورأى شخص أُمِر أو أُرسِلَ ليضع سمة على جباه الأتقياء لتحفظهم من الضربات. فضربات الله محسوبة وهى ليست عشوائية، وليست على الكل.
* الشيخ و الشاب و العذراء و الطفل و النساء اقتلوا للهلاك و لا تقربوا من انسان عليه السمة و ابتدئوا من مقدسي فابتداوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت * حز 9 : 6
س : كما هو واضح من النص نرى أمر صريح بقتل الشيوخ والشباب والعذارى والأطفال والنساء .. ؟
الــــرد عـلى التساؤل : -
هذه رؤية لحزقيال النبي :-
رأى النبى سابقاً شر أورشليم والآن يرى الهلاك المعد. هنا نرى دور الملائكة فى تنفيذ الدينونة. فالنبى رأى ستة ملائكة بيدهم ألاتهم المهلكة ورأى الرب يغادر مكانه إلى عتبة البيت. ورأى شخص أُمِر أو أُرسِلَ ليضع سمة على جباه الأتقياء لتحفظهم من الضربات. فضربات الله محسوبة وهى ليست عشوائية ، وليست على الكل .
الآيات 1 – 4 :-
و صرخ في سمعي بصوت عال قائلا قرب وكلاء المدينة كل واحد و عدته المهلكة بيده . و اذا بستة رجال مقبلين من طريق الباب الاعلى الذي هو من جهة الشمال و كل واحد عدته الساحقة بيده و في وسطهم رجل لابس الكتان و على جانبه دواة كاتب فدخلوا و وقفوا جانب مذبح النحاس . و مجد اله اسرائيل صعد عن الكروب الذي كان عليه الى عتبة البيت فدعا الرجل اللابس الكتان الذي دواة الكاتب على جانبه. و قال له الرب اعبر في وسط المدينة في وسط اورشليم و سم سمة على جباه الرجال الذين يئنون و يتنهدون على كل الرجاسات المصنوعة في وسطها .
+ صرخ فى سمعى = الذى يصرخ عادة ما يكون ثائراً. والله هنا ثائر على كل هذه الشرور. ومن لا يسمع صوت الله اللطيف سيسمع صوت صراخ غضبه وتهديداته.
+ بصوت عال = حتى يتأثر النبى ويبلغ الرسالة بأمانة.
+ وكلاء المدينة = هؤلاء هم الملائكة الذين كانوا موكلين على إفتقاد وحماية المدينة ، وتغيرت مهمتهم الآن بسبب الخطية ، فلقد أعطوا مهمة تدمير المدينة.
+ وكان عددهم ستة ، فأبواب أورشليم كانت ستة وقادة جيوش البابليين كانوا ستة. إذاً كانوا لكل منهم عدته الساحقة فى يده = والعدة الساحقة هنا كانت قائد من القادة لكل ملاك. ويبدو أن الملائكة كانوا يقودون القادة للتدمير.
+ وهم أتوا من الشمال = حيث كان تمثال الغيرة موجوداً.
+ وهم دخلوا ووقفوا بجانب مذبح النحاس = هنا النحاس كما قلنا يشير للدينونة. فعملهم الأن تدمير الشعب الذى أهان مذبح الله.
+ وكان وسطهم رجل لابس كتان = الكتان هو ما يلبسه الكهنة علامة البر والقداسة.
+ ودواة الكاتب على جانبه = هذا المنظر هو منظر المحامين القدماء .
فمن هو هذا الشخص البار الذى يدافع عن البشر ؟
ليس هو إلا السيد المسيح الشفيع لدى الآب. وهو هنا قد جاء لينقذ خاصته من سيف العدالة الإلهية. ولاحظ أن الله إستدعى الملائكة ولكنه لم يستدعى هذا الشخص.
+ وكان طلب الرب من هذا الشفيع أن يضع سمة على جباه الذين يئنون على الرجاسات = وهذا هو نفس ما حدث فى رؤ 7 : 1 – 3. والعجيب أن كلمة سمة فى اللغة الأصلية تعنى علامة لها شكل صليب. فى هذا إشارة لإنقاذ المسيح للأبرار بدم صليبه ، وهذا ما تم فى أن خروف الفصح أنقذ من الموت من صبغ أبوابه به.
لقد عبر ملاك الموت عن البيوت التى صبغت أبوابها بدم خروف الفصح وهنا فالملائكة المهلكون سيعبروا دون أن يهلكوا مَن عليه السمة التى وضعها الرب.
+ دواة كاتب = المحامى يحتاج لدواة ليكتب بها أوراق دفاعه عن المتهم، أما ربنا يسوع فدواته هى دماء جراحه التى يضع بها سمة على جباه عبيده المؤمنين، وهذه العلامة هى بشكل غير مرئى لنا الآن، لكنها مرئية أمام الملائكة المهلكين .
ونفهم أن الروح القدس الذى ختمنا به أف 1 : 13 هو من إستحقاقات دم المسيح .
فالروح القدس هو نار لا نراها نحن، بل يراها الملائكة، وهم سيعبروا دون أن يهلكوا من لا يطفئ الروح الذى فيه، أى حافظ على السمة التى أخذها 1تس 5 : 19 والروح القدس قيل عنه أنه كاتب مزمور 45 : 1.
ويكون الرجل الذى دواة الكاتب على جانبه ، هو المسيح الذى إذ طعن فى جانبه خرج دم وماء. الدم الذى يقدس، والماء رمز للروح القدس الذى سنختم به فى سر الميرون... لكن على كل مؤمن أن يضرم هذه الموهبة حتى لا تنطفئ 2تى 1 : 6 وإذا إنطفأت تضيع السمة.
+ والرب لم يستدع هذا الشخص اللابس الكتان، بل فى قوله قَرِب وكلاء المدينة = هو قول الآب للإبن أن يغير خطة العمل لهؤلاء الملائكة( أليست يده تحت أجنحتهم 1 : 8 ) أى هو الذى يحملهم ويحركهم
+ وهو رأسهم لذلك نراه الأن فى وسطهم = فى وسطهم رجل لابس كتان.
ولاحظ أن الله دائماً ينقذ خاصته كما أنقذ لوط وإبنتيه ، ونوح وعائلته. وطالما فهمنا أن السمه هى الإمتلاء من الروح القدس (المسيح على جانبه دواة كاتب أى يرسل الروح القدس للمؤمنين) فمن يمتلئ أى تكون له هذه السمة لن ينجو فقط من الضربات ، بل تكون له تعزية وسلام وسط الضيقات.
ولكن هذه السمة لمن يتنهد على الشرور أى يكرهها وليس فقط لا يفعلها.
ملحوظة أخيرة :-
رجل لابس الكتان (هذه ملابس الكهنة) فالمسيح هو رئيس كهنتنا الذى قدم ذبيحة نفسه فصار شفيعاً لنا. سِمْ سِمَة هذه تعنى أن المسيح يرسل روحه القدوس لنا يو 14 : 26 + يو 15 : 26 + يو 16 : 7
الآيات 5 – 11 :-
و قال لاولئك في سمعي اعبروا في المدينة وراءه و اضربوا لا تشفق اعينكم و لا تعفوا. الشيخ و الشاب و العذراء و الطفل و النساء اقتلوا للهلاك و لا تقربوا من انسان عليه السمة و ابتدئوا من مقدسي فابتداوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت. و قال لهم نجسوا البيت و املاوا الدور قتلى اخرجوا فخرجوا و قتلوا في المدينة. و كان بينما هم يقتلون و ابقيت انا اني خررت على وجهي و صرخت و قلت اه يا سيد الرب هل انت مهلك بقية اسرائيل كلها بصب رجزك على اورشليم . فقال لي ان اثم بيت اسرائيل و يهوذا عظيم جدا جدا و قد امتلات الارض دماء و امتلات المدينة جنفا لانهم يقولون الرب قد ترك الارض و الرب لا يرى . و انا ايضا عيني لا تشفق و لا اعفو اجلب طريقهم على رؤوسهم . و اذا بالرجل اللابس الكتان الذي الدواة على جانبه رد جوابا قائلا قد فعلت كما امرتني .
+الضربات كانت على الشيوخ أولاً أى الكهنة = إبتدئوا من مقدسى (قارن مع 1بط 4 : 17، 18) فمن يعرف أكثر يطالب بأكثر. والأمر هنا أن تكون الضربات بلا شفقة. ولكن الذين كان لهم السمة لا يمسوا. وهذا ما تم مع أرمياء النبى مثلاً، فلقد أكرمه ملك بابل جداً. وملك بابل كما عرفنا هو العدة المهلكة ولكنها ليست موجهة لخاصة الله من الشعب. والضربات بدأت بالكهنة فهم المسئولين عن إفساد الشعب. وبدأت بالهيكل الذى دنسوه، فهذه الضربات إذن هى للتطهير. وهنا وقف النبى فى موقف الشفيع لقلبه الحانى على شعبه. ومن رحمة الله أنه يقبل مناقشة عبيده له.
+ ولكن الأرض كانت قد إمتلأت جنفاً = أى إنحراف وفساد وخطية ، ولم يعد هناك من يستحق الرحمة ، فهناك شروط لقبول الشفاعة (كشفاعة النبى هنا)، ولكن هذه الشروط لم تكن متوفرة فى هذا الشعب الفاسد. ولاحظ أن الملائكة المخربين لم يقدموا تقريراً عن عملهم لله ، فهى أخبار سيئة ، وليست سارة لهم ولا لله نفسه ولا للنبى . وهى لم تحدث بعد.
أما المسيح فبشر الآب وسمع النبى البشارة أنه وضع ختمه على من يستحق .
+ بقية إسرائيل = المقصود أورشليم ويهوذا، فالمملكة الشمالية (إسرائيل) كانت قد أنتهت من عشرات السنين فى سبى أشور سنة 722 ق م وأصبح إسم إسرائيل يطلق على يهوذا .
......................................
حزقيال 12 : 14
س : ترهيب الناس بالسيف !!!
" وجميعُ الذينَ حَولَهُ مِنَ الأعوانِ والجنودِ أُذرِّيهِم لكُلِّ ريحِ وأستَلُّ السَّيفَ وأُطاردُهُم " ( حزقيال 12 : 14 ) .
الــــرد عـلى التساؤل :
هذه نبوات عن سبي بابل و ما سيحدث
الآيات 1 – 16 :-
و كان الي كلام الرب قائلا. يا ابن ادم انت ساكن في وسط بيت متمرد الذين لهم اعين لينظروا و لا ينظرون لهم اذان ليسمعوا و لا يسمعون لانهم بيت متمرد. و انت يا ابن ادم فهيئ لنفسك اهبة جلاء و ارتحل قدام عيونهم نهارا و ارتحل من مكانك الى مكان اخر قدام عيونهم لعلهم ينظرون انهم بيت متمرد. فتخرج اهبتك كاهبة الجلاء قدام عيونهم نهارا و انت تخرج مساء قدام عيونهم كالخارجين الى الجلاء. و انقب لنفسك في الحائط قدام عيونهم و اخرجها منه. و احمل على كتفك قدام عيونهم في العتمة تخرجها تغطي وجهك فلا ترى الارض لاني جعلتك اية لبيت اسرائيل. ففعلت هكذا كما امرت فاخرجت اهبتي كاهبة الجلاء نهارا و في المساء نقبت لنفسي في الحائط بيدي و اخرجت في العتمة و حملت على كتفي قدام عيونهم. و في الصباح كانت الي كلمة الرب قائلة. يا ابن ادم الم يقل لك بيت اسرائيل البيت المتمرد ماذا تصنع. قل لهم هكذا قال السيد الرب هذا الوحي هو الرئيس في اورشليم و كل بيت اسرائيل و الذين هم في وسطهم. قل انا اية لكم كما صنعت هكذا يُصنع بهم الى الجلاء الى السبي يذهبون. و الرئيس الذي في وسطهم يحمل على الكتف في العتمة و يخرج ينقبون في الحائط ليخرجوا منه يغطي وجهه لكيلا ينظر الارض بعينيه. و ابسط شبكتي عليه فيؤخذ في شركي و اتي به الى بابل الى ارض الكلدانيين و لكن لا يراها و هناك يموت. و اذري في كل ريح جميع الذين حوله لنصره و كل جيوشه و استل السيف وراءهم. فيعلمون اني انا الرب حين ابددهم بين الامم و اذريهم في الاراضي. و ابقي منهم رجالا معدودين من السيف و من الجوع و من الوبا لكي يحدثوا بكل رجاساتهم بين الامم التي ياتون اليها فيعلمون اني انا الرب.
+ ساكن وسط بيت متمرد = المقصود هنا هم المسبيين ، فهم مشابيهن فى تمردهم لمن هم فى أورشليم . والله جعل النبى آية للشعب ، أى ما يقوم به هو نموذج لما سوف يحدث. فالله طلب منه أن يحمل أمتعته الشخصية كمن يهجر مكانه ، ويكون ذلك نهاراً ، رمزاً لهجرة الشعب وسبيه إلى بابل.
+ ثم ينقب ليلاً فى الحائط ويهرب رمزاً لما سيفعله صدقيا ملك يهوذا الشرير إذ نقب السور ليهرب، ولكنه سقط فى يد الله ، أو الشرك الذى أعده له الله .
+ أى فى يد ملك بابل فيفقأ عينيه وسيُحمل لبابل ، ولكنه لن يراها بعد أن فقأت عينيه.
+ والله يطلب من النبى أن يصنع هذا لأنه يتعامل مع شعب فقد حواسه بسبب الخطية ، فإستعان بهذه الحركات التصويرية حتى يصدقوا. وهكذا فعل أغابوس مع بولس الرسول ليقنعه أنه سيتم أسره. وقطعا ستثير تصرفات النبى الشعب فيسألونه عن معنى ما يصنعه فيبدأ يشرح لهم . ولاحظ أن الله يؤكد لمن فى السبى أنهم أفضل حالاً ممن فى أورشليم التى ستخرب، بل أن حتى الملك سيحدث له ما سيحدث.
+ وهذا سيقنعهم بألا يفكروا فى العودة إلى أورشليم . وأبسط شبكتى عليه فيؤخذ فى شركى = هذه الشبكة هم يتصورون أنها شبكة نبوخذ نصر ولكنها شبكة الله. وهناك بقية ستبقى من السيف وتذهب للأمم لكى يحدثوا بكل رجاساتهم = هم سيعترفون بخطاياهم وسيعرفون أن كل ما وقع عليهم كان بعدل وتكون هذه كرازة = فيعلمون أنى أنا الرب
الآيات 17 – 20 :-
و كانت الي كلمة الرب قائلة. يا ابن ادم كل خبزك بارتعاش و اشرب ماءك بارتعاد و غم. و قل لشعب الارض هكذا قال السيد الرب على سكان اورشليم في ارض اسرائيل ياكلون خبزهم بالغم و يشربون ماءهم بحيرة لكي تخرب ارضها عن ملئها من ظلم كل الساكنين فيها. و المدن المسكونة تخرب و الارض تقفر فتعلمون اني انا الرب.
+ أكل الخبز بإرتعاش وشرب الماء بإرتعاد وغم = هذا ما سيحدث لسكان أورشليم أثناء الحصار من رعب مما سوف يحل عليهم، ولكن ذلك نتيجة طبيعية لشرورهم وظلمهم.
+ وكان النبى يصنع هذا بشعور واقعى بعد أن أعطاه الله أن يرى ويحس بنفس الأحاسيس التى سيشعر بها سكان أورشليم، وليس مجرد تمثيلية، لكن الله يريه ما سوف يحدث وهو ينفعل وينفذ بشعور حقيقى. ولكن ما فائدة كل هذه الألام = فتعرفون أنى أنا الرب = بهذه الألام سيتعلمون كيف يعرفون الله بالحقيقة .
.........................................
إنجيل متى 10 : 34- 35
س : المسيح جاء ليلقي سيفا و ليس سلاما !!
" لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا " ( متى 10 : 34- 35 ).
الــــرد عـلى التساؤل:
بعد إنتشار المسيحية بين الشعوب الوثنية حدث ما ذكره السيد المسيح في هذه الاية و هوإشارة الى سيف الإضطهاد للمؤمنين بالسيد المسيح حتى من اقرب الأقرباء .
.............................................
إنجيل لوقا 19 : 27
س : إله المحبة يدعو للقتل والذبح وإزهاق الأرواح وسفك الدماء !
الآيات (11-27):
"وإذ كانوا يسمعون هذا عاد فقال مثلاً لأنه كان قريباً من أورشليم وكانوا يظنون أن ملكوت الله عتيد أن يظهر في الحال.
فقال إنسان شريف الجنس ذهب إلى كورة بعيدة ليأخذ لنفسه ملكاً ويرجع.
فدعا عشرة عبيد له وأعطاهم عشرة أمناء وقال لهم
تاجروا حتى آتى. وأما أهل مدينته فكانوا يبغضونه فأرسلوا وراءه سفارة قائلين لا نريد أن هذا يملك علينا.
ولما رجع بعدما اخذالملك أمر أن
يدعى إليه أولئك العبيد الذين أعطاهم الفضة ليعرف بما تاجر كل واحد.
فجاء الأول قائلاً يا سيد مناك ربح عشرة أمناء. فقال له نعما
أيها العبد الصالح لأنك كنت أميناً في القليل فليكن لك سلطان على عشر مدن.
ثم جاء الثاني قائلاً يا سيد مناك عمل خمسة أمناء. فقال
لهذا أيضاً وكن أنت على خمس مدن. ثم جاء آخر قائلاً يا سيد هوذا مناك الذي كان عندي موضوعاً في منديل.
لأني كنت أخاف منك
إذ أنت إنسان صارم تأخذ ما لم تضع وتحصد ما لم تزرع. فقال له من فمك أدينك أيها العبد الشرير
عرفت أني إنسان صارم اخذ ما لم
أضع واحصد ما لم ازرع. فلماذا لم تضع فضتي على مائدة الصيارفة فكنت متى جئت استوفيها مع ربا.
ثم قال للحاضرين خذوا منه
المنا وأعطوه للذي عنده العشرة الأمناء.فقالوا له يا سيد عنده عشرة أمناء.
لأني أقول لكم أن كل من له يعطى ومن ليس له فالذي
عنده يؤخذ منه. أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن املك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي."
الــــرد عـلى التساؤل:
هنا السيد المسيح قد إقترب من أورشليم وبالتالي بقيت بضعة أيام قبل الصليب
وبالتالي قبل أن يغادر الأرض بالجسد ويذهب ليجلس عن
يمين الآب. والآيات الآتية مباشرة هي عن دخوله أورشليم يوم أحد الشعانين.
وكأن هذه الأقوال هي نبواته الأخيرة وتعاليمه الأخيرة فما
معنى المثل:
1- هم ظنوا أنه متوجه لأورشليم ليبدأ الملكوت حالاً، ولكنه يشير إلى أنه ذاهب إلى كورة بعيدة (السماء).
وبعد مدة سيأتي ليحكمويدين.وبالتالي فالملكوت ليس وشيكاً.
2- المسيح سيذهب ويترك تلاميذه والمؤمنين به، وهو يترك لكل واحد منّا وزنات ومواهب يتاجر بها،
لحساب مجد إسمه. وكل منّا حصل على نصيبه من المواهب (1بط10:4). وعلينا أن نستمر في الخدمة حتى يأتي.
3- اليهود سيرفضونه = لا نريد أن هذا يملك علينا. وبالتالي فلا يجب أن يتصوروا أن هناك ملكوت أرضي "إلى خاصته جاء
وخاصته لم تقبله"
4- بعد مدة لم يحددها السيد (فلا داعي أن نحاول تحديدها نحن) سيأتي في مجده ليدين
[1] الذين رفضوه = إذبحوهم قدامي.
[2] ليحاسب كل منّا عما فعله بوزناته (أمنائه).
و أعداء السيد المسيح هم من رفضوا ان المسيح يملك على قلوبهم بالإيمان و هم من سيكون مصيرهم جهنم .
5- هذه التجارة التي نقوم بها الآن في الأمناء (المواهب هي بعينها تأسيس الملكوت على الأرض.
وفي هذا تأنيب لتلاميذه إذ هم إنشغلوا بالملك الأرضي والأمجاد، والمسيح ينبههم أنه لا أمجاد هنا بل خدمة.
مثل الأمناء (لو11:19-27) ومثل الوزنات (مت14:25-29)
هناك خلافات بين المثلين فهي ليسا مثلٌ واحد، ولو أنهما متشابهان.
1. في مثل الوزنات نرى كل واحد قد أخذ نصيباً غير الآخر، أمّا هنا فكل العبيد قد أخذوا مَناً واحداً.
2. مثل الأَمْناء قاله السيد وهو متجه لأورشليم، ومثل الوزنات قاله السيد وهو في أورشليم. والتكرار للأهمية.
ولكن الإختلاف له معنى: ففي مثل الوزنات يشير لأن كل واحد يأخذ مواهب غير الآخر،
والله لن يطالبك بأكثر مما أعطاه لك، المهم أن تكون أميناً، فمن أخذ الخمسة ربح خمسة وزنات وهكذا من أخذ الوزنتين حينما أتي بوزنتين سمع نفس المديح عينه. لأن كلاهما كان أميناً. والله لن يطالب أحد بما هو فوق طاقته. أمّا في مثل الأمناء فيقول أن الكل أخذ مقداراً متساوياً (مناً) ، ولكن هناك من ربح أكثر فإستحق أكثر، وهذا لأنه جاهد أكثر، فمن يتعب أكثر يأخذ أكثر. وما يجب أن نفهمه أنه علينا بألا نحزن لأن مواهبنا أقل، المهم أن نكون أمناء ونجاهد بقدر طاقتنا، ومن يستخدم مواهبه لمجد الله سيجازيه الله. كانوا يظنون أن ملكوت الله سيظهر في الحال= كانوا يظنون أن السيد سيملك ويؤسس ملكوته بعد أن يدخل أورشليم مباشرة.
إنسان شريف الجنس= هو المسيح نفسه فهو من السماء وذاهب للسماء وهو ليس فقط شريف الجنس،
بل هو الوحيد الجنس (الإله المتجسد) إبن الله بالطبيعة.
ذهب إلى كورة بعيدة = سيصعد للسماء ولن يؤسس ملكاً أرضياً
دعا عشرة عبيد = هم كل المؤمنين، فكل له موهبته (1بط10:4+ 1كو8:12-11)
(مثلما كان هناك عشر عذارى)هذا المثل مستوحى مما كان يحدث أيام المسيح،
فكان الأمراء الوطنيون ملزمون بأن يذهبوا إلى روما ليحصلوا على رتب الترقي من
قيصر.وحدث هذا مع هيرودس وأرخيلاوس. وفي حالة أرخيلاوس أرسل شعبه سفارة (أي مندوبين وسفراء عن الشعب) إلى قيصر شاكين لقيصر أعماله الوحشية ورافضين ملكه. وحينما رجع أرخيلاوس من روما إنتقم منهم بالذبح
(وهذا كان حكم المسيح على صالبيه ورافضي ملكه بخراب أورشليم،هذا هو الحكم المؤقت قبل الدينونة)
ليأخذ لنفسه مُلكاً = هذا إعلان نبوي عن جلوس
الرب في السماء إستعداداً لتأسيس ملكوته ولتجثوا له كل ركبة (في6:2-11)
المنا = عملة يونانية تساوي أجر ثلاثة شهور
وأما أهل مدينته = هنا يتكلم عن اليهود خاصته الذين أتي منهم بالجسد وهم الذين كان لهم الوعد.
إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله (يو11:1) لا نريد أن هذا يملك علينا= كلمة هذا كلمة تحقير،
وللآن فاليهود يشتمون المسيح، وكأن هذه العبارة هي إحتجاج ورفض لشخص المسيح المتواضع. أرسلوا وراءه سفارة = تحمل معنى رفضهم المستمر للمسيح حتى بعد ما صعد، ورفضهم وإضطهادهم لتلاميذه ورسله.
سفارة = سفراء أي اليهود الذين إضطهدوا المسيحيين
ولما رجع= حين يأتي في مجده، في مجيئه الثاني. وفيما يلي يظهر
محاسبة 3عبيد فقط كعينات فقط
مناك ربح= هذا يشير لتواضع هذا الإنسان فلم يقل أنا ربحت، إذ هو يعلم أن النجاح والبركة كانت من عند الله وليست من
عنده . والمنا هو إشارة للمواهب والوزنات التي أعطاها لنا الله.
ربح عشرة أمناء= هي النفوس التي ربحها لحساب الملكوت، والفضائل التي ظهرت في حياته.
ربح خمسة أمناء= هي نفوس أيضاً. وهذا إشارة لأنه كلما زاد الجهاد زادت الثمار، وزادت المكافأة ونقول الجهاد هو الذي زاد، فنحن نلاحظ أن النعمة التي حصل عليها كليهما، أي عطية الله كانت متساوية = المنا .
سلطان على عشر مدن.. على خمس مدن= هذا تعبير عن المجد، فهو يتفاوت من شخص لآخر بحسب جهاده.
ومن المستحيل فهم ما هوالسلطان على مدن، فنحن لا يمكننا أن نتصور ما سنأخذه،
ونحصل عليه من مجد في السماء "فهو ما لم تره عين ولم
تسمع به أذن وما لم يخطر على بال إنسان" (1كو9:2). وفي مثل الوزنات سمعنا القول "أدخل إلى فرح
سيدك" (مت21:25،23). وفي هذا الكفاية فهوسلطان على فرح ومجد أبدي وكلٌ سيتمجد ويفرح بحسب جهاده على الأرض، فنجم يمتاز عن نجم في المجدد (1كو41:15).
مناك موضوع في منديل= إشارة لمن عطل موهبته وأخفاها، هو كمن خاف على صحته
فإمتنع عن الخدمة وعن الصوم. أو خاف على أمواله فلم يعطها إلى محتاج يربحه للمسيح.
وواضح أن هذا العبد الكسلان عديم الإكتراث بشأن مجد الملك وأرباحه وذلك لعدم أمانته، أو عدم محبته،
أو عدم تصديقه أن السيد راجع. حقاً هو لم يضيع المنا على نفسه ولكنه ظن أن في حبسه فيه الكفاية
إذ لم يضيعه.وهناك من هو أسوأ من هذا العبد مثل من يضيع مواهبه في الشر.
فمثلاً من يضيع صحته في المخدرات أو المسكرات أو الخطايا لمتعددة هو أسوأ من هذا العبد،
أو من أعطاه الله أموالاً فضيعها على شهواته وملذاته فهذا أسوأ من هذا العبد.
خاف منك لأنك إنسان صارم= الإنسان عندما تميل إرادته الشريرة لشئ شرير سيجد الأفكار التي تبرر له هذا الشئ،
فهو فكر أن ما أعطاه له سيده هو فخ لا نعمة، وخاف (أو هو يبرر موقفه بهذا) من قسوة سيده،
أو لماذا يتعب هو ويستفيد سيده. هو هنا إتهم سيده بالظلمستراً لذنبه، بل إتهم سيده بأنه يطمع في أكثر ممّا له
= تحصد ما لم تزرع أي تأمرني بالعمل وتأخذ الربح.مثال: خادم
يشعر أنه مقصر في خدمته، فبدلاً من أن يهتم بأن يكون أميناً في خدمته نجده يترك الخدمة، هذا يقول معهذا العبد
"خفت منك لأنك صارم" وذلك بأن يترك المسئولية،ولكن ليذكر هذا الخادم أن الله أعطاه موهبة
وطالبه بأن يربح بها، فهروبه يدينه ولن يعفيه من المسئولية. فالرد على مثل هذا الإدعاء..
طالما عرف أن سيده إنسان صارم، فلماذالم تضع فضتي على مائدة الصيارفة.
والمعنى لو كان سيدك ظالماً فعلاً لكنت تخاف منه وتتاجر وتربح له. ومائدة الصيارفة هي أقل الأعمال مجهوداً،
ولكنها تربح . والمقصودلماذا لم تقم بأي عمل لأجل مجد إسمي، فمثلاً لماذا لم تصلي من أجل الناس
ومن أجل المحتاجين، لماذا لمتضع عشورك في الكنيسة وهذا أقل شئ.
والحقيقة أن الله لا يطلب سوى ما زرعه، فإتهام هذا العبد ظالم (أش2:5).
ونجد أن الله يعطي ما لهذا العبد الشرير للأكثر أمانة فكل من له يُعطى
= الذي عنده القدرة على المتاجرة والربح يُعطى المزيد، من كان أميناً وله الرغبة أن يخدم ويعمل يأخذ أكثر.
وفي السماء له مجد أعظم. ومن ليس لهُ= الذي كان غير أميناً فتؤخذ منه مواهبه
وتضاف للأمين وأمّا أعدائي.. وإذبحوهم= المسيح هنا يصدر الحكم على أورشليم قبل أن يدخلها.
ولقد ذبحهم تيطس فعلاً سنة 70م. إن الذين يساقون إلى الذبح هو الذين كتبوا
بأيديهم مصيرهم ولنرى كم الوزنات والأمناء التي أعطاها الله لليهود
(أنبياء/ كهنوت/ هيكل/ معجزات/ إنتصارات إعجازية على أعدائهم/ ناموس/ شريعة/ أرض مقدسة/
وصايا لو نفذوها لعاشوا في سعادة/مملكة آمنة/ خيرات مادية أرض تفيض لبناً وعسلاً..)
فماذا فعلوا؟ هؤلاء لم يضعوا مناهم في منديل، بل ضيعوا كل ما أخذوه وأخيراً صلبوا المسيح.
لقد صاروا في وحشية، وكما ذبحوا المسيح في وحشية صارت فيطبعهم،
قاموا حماقتهم، إذ قد فقدوا كل حكمة، بقتل الضباط الرومان إنتظاراً لأن الله يرسل لهم المسيا ينقذهم،
إذاً فحماقتهم ووحشيتهم التي تعاملوا بها مع المسيح ، تعاملوا بها مع ضباط روما،
لكن المسيح غفر لهم على الصليب، أما روما فذبحتهم بحسب ما يستحقوا .
بهذا المثل ينهي السيد المسيح تعاليمه بخصوص الملكوت الذي أتى ليؤسسه:
1. هناك أجر ومكافأة لكل من يجتهد في هذا الملكوت الأرضي ويربح نفوساً للمسيح.
2. الأجر والمكافأة بحسب الجهاد.
3. من يهمل في تجارته يرفض.