-->
U3F1ZWV6ZTQ3MTUyMTkyMzk1X0FjdGl2YXRpb241MzQxNjkyODI4NjY=
recent
أخبار ساخنة

قسم الكتاب المقدس ( الردود على الشبهات ضد الكتاب المقدس ) سفر الخروج 3

قسم الكتاب المقدس


الردود على الشبهات ضد سفر الخروج


تابع  سلسلة الردود على الشبهات ضد الكتاب المقدس




(2) الإعتراضات على سفر الخروج و الرد عليها  الجزء الثالث





ســؤال 32 :

 جاء في خروج 20 : 12 أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك , ولكن هذا الكلام يناقضه قول المسيح في لوقا 14 : 26 إن كان أحد يأتي إليَّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته ، حتى نفسه أيضاً، فلايقدر أن يكون لي تلميذاً ؟

الـــــرد عليه :

(1) أيَّد المسيح وصية إكرام الوالدين ، وفي مرقس 7: 9-13 وبخ الفريسيين والكتبة على نبذهم هذه الوصية إذ وجدوها مضادة لوصاياهم البشرية , فمن مجرد الوجهة التاريخية يستحيل أن يُقال إن المسيح في لوقا 14 : 29 قصد أن ينقض الوصية العظيمة التي تحض على القيام بالواجب نحو الوالدين ، فالمسيح هذا الذي أمر بمحبة الأعداء لا يمكن مطلقاً أن يوصي تابعيه بالبغضة لآبائهم وأمهاتهم , ويجدر بنا أن نذكر عطفه على أمه وتدبيره لراحتها بينما كان معلقاً على الصليب (يوحنا 19: 26 و27) .
(2) قول المسيح إن تابعيه يجب أن يبغضوا آباءهم وأمهاتهم قصد به معنى خاصاً , فكلمة يبغض المستعملة هنا تفيد محبة أقل أو تقديراً أقل ، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
ونجد أقوى دليل على هذا في تاريخ يعقوب الذي يُقال عنه في تكوين 29 : 31 ورأى الرب أن ليئة مكروهة , وموسى في وصفه شعور يعقوب نحو ليئة يستعمل عبارتين ، في الأولى يبيّن أنه أحب ليئة أقل من راحيل ، وفي الثانية يشير أن ليئة كانت مكروهة , وكل ما في الأمر أن الثانية أقوى تعبيراً من الأولى , وفي الكتاب المقدس برهان على أن كلمة بغضة تُستعمل أحياناً بمعنى مجازي أو استعاري، ليس للدلالة على عكس المحبة بل على درجة أضعف في المحبة , وما يطلبه المسيح هو أن تكون محبة تابعيه العظمى له هو، ويريد أن يكون وحده غرض قلوبهم ومركزميولهم وعواطفهم , والمعنى المقصود هنا أن من أحب أباً أو أماً أكثر منه لا يستحقه, والخلاصة أن محبتنا للمسيح يجب أن تكون شديدة وطاهرة وسامية بهذا المقدار حتى تصغر في جانبها محبتنا لأعزّ عزيز لنا ! ولو كانوا آباءنا وأمهاتنا .

ســؤال 33 :

 ورد في خروج 21 : 8 إن قبُحت (أي الأَمَة) في عيني سيدها الذي خطبها لنفسه ، يدعها تُفَكّ , قُرىء لم يخطبها  ؟

الـــــرد عليه :

القراءتان صحيحتان لأنها إذا قبحت وأراد إخراجها من عنده فكَّها ، سواء خطبها أو لم يخطبها , والدليل على وجوب فكاكها قوله في باقي الآية : ليس له سلطان أن يبيعها , وعلى كل حال فالغاية فكها لأنها حرة كما يُعلم من آيتي 2 و3 , (راجع خروج 21: 7-10).

ســؤال 34 :

 لا يجوز إطلاق أسماء الله الحسنى على غير الله تعالى , ومن جوّز ذلك كان ملحداً، كما جاء في خروج 23 : 20 و21 : ها أنا مُرسل ملاكاً أمام وجهك ليحفظك في الطريق وليجيء بك إلى المكان الذي أعددته , احترز منه واسمع لصوته ولا تتمرد عليه ، لأنه لا يصفح عن ذنوبكم لأن اسمي فيه , وهنا جاء إطلاق اسم الجلالة على الملاك والإنسان  ؟

الـــــرد عليه :

 (1) أسند الله إلى الملاك الوارد في هذه الآية الأعمال الإلهية التي لا يصح إسنادها إلى غير الله ، مثل السلطان ، والقدرة على المغفرة , ولا شك أنه لا يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده , وقال : إن اسمي فيه ومعناه أنه متحلٍّ بالصفات الإلهية والكمالات السنية ، فله العزة والقدرة ، ولذا قال : إذا أطعتم صوته , وتسمَّى هذا الملاك بيهوه و إلوهيم و أدوناي , وهي أعلام على الذات العلية المختصة به تعالى ، ومعناها واجب الوجود لذاته , فلو كان ملاكاً من المخلوقين لما جاز إسناد صفة من الصفات الإلهية إليه , ولا شك أن المقصود هنا الكلمة الأزلي المكتوب عنه : في البدء كان الكلمة ، والكلمة كان عند الله ، وكان الكلمة الله (يوحنا 1: 1) .
(2) توجد بعض صفات يصح إطلاقها على الذات العلية وعلى المخلوق ، ولكن توجد ألفاظ مختصة بالذات العلية لا يجوز إطلاقها على غير الله  .
(3) راجع تعليقنا على خروج 7: 1   .

ســؤال 35 :

جاء في خروج 24 : 4 فكتب موسى جميع أقوال الرب ، وبكَّر في الصباح وبنى مذبحاً في أسفل الجبل و12 عموداً لأسباط إسرائيل الاثني عشر , ولكن جاء في عاموس 5 : 25 هل قدمتم لي ذبائح وتقدمات في البرية أربعين سنة يا بيت إسرائيل ؟ وهذا تناقض  !

الـــــرد عليه :

 (1) لو أنكر عاموس في هذه العبارة تقديم بني إسرائيل ذبائح لله في البرية على الإطلاق لكان مناقضاً لما جاء في خروج 24 : 4 و غيرها في مواضع أخرى , ولكن الذي ينكره عاموس هنا هو تقديم بني إسرائيل ذبائح لله في كل مدة الأربعين سنة , ومع أن بني إسرائيل كانوا قد كرسوا أنفسهم لخدمة الله ، إلا أنهم كانوا من حين إلى آخر يضلون عنه ويعبدون الأوثان ، كما نرى أنهم أجبروا هارون أن يصنع لهم العجل الذهبي فعبدوه وقالوا : هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر (خروج 32: 4) .
 ومن هنا يتضح أن مدة الأربعين سنة التي قضوها في البرية لم تكن بجملتها خدمة متواصلة للإله الوحيد الحقيقي ، بل في أوقات كثيرة نبذوا عمداً الوصية الأولى .
(2) يجب أن نميّز بين معظم الشعب وقادته , فعندما نطبّق عبارة عاموس على معظم الشعب نجدها متفقة كل الاتفاق مع الإشارات العديدة الواردة في أسفار موسى الخمسة عن موقف إسرائيل الروحي بإزاء الله ، والذي وصفه إشعياء في 43 : 23, لأنه علاوة على عصيان الشعب على الله مراراً عديدة نرى أنهم لم يكونوا منقادين بكل قلوبهم وراء الله , كما نجد أيضاً في لاويين 17 أن كل من قدم ذبيحة من الشعب كان عليه أن يأتي بها إلى خيمة الاجتماع حتى لا يعود الشعب إلى تقديم الذبائح للشياطين التي كانوا قد زنوا وراءها (لاويين 17: 7) كذلك أيضاً حذَّرهم الله من عبادة الشمس والقمر والنجوم (تثنية 4: 19) ومن هذا نستنتج أن الأحوال المحيطة بالشعب وقتئذ سوَّغت لموسى أن يعطيهم إنذارات كهذه  .
(3) فيصحّ إذاً أن يُقال إن بني إسرائيل عبدوا الإله الحقيقي في البرية ، كما يصحّ أن يُقال إن بني إسرائيل لم يقدموا لله ذبائح وتقدمات في كل مدة الأربعين سنة ! وعندما نلاحظ القول أربعين سنة ونراعي أيضاً أن الشعب كان يختلف موقفه الروحي بإزاء الله عن موقف قادته ، تزول المناقضة الظاهرية الوهمية بين الفصلين  .

ســؤال 36 :

 اعتراض على خروج 25: 18 و تصنع كروبين من ذهب صنعة خراطة تصنعهما على طرفي الغطاء ؟

الـــــرد عليه :

انظر تعليقنا على خروج 20 : 4

ســؤال 37 :

جاء في خروج 31 : 16 فيحفظ بنو إسرائيل السبت ليصنعوا السبت في أجيالهم عهداً أبدياً ولكن جاء في كولوسي 2 : 16 فلا يحكم عليكم أحد في أكلٍ أو شربٍ أو من جهة عيدٍ أو هلالٍ أو سبتٍ , وهذا تناقض ؟

الـــــرد عليه :

 الصعوبة القائمة هنا هي أن إحدى الآيتين تظهر كأنها تفيد دوام بقاء وصية السبت ، بينما الأخرى تفيد صريحاً إبطالها في العهد الجديد , ولكن كل الذين يتخيلون وجود صعوبة هنا فاتهم أن النص الوارد في سفر الخروج يفيد أن وصية السبت أُعطيت لشعب إسرائيل ، وأن الغرض منها هو أن يكون السبت علامة عهد بينهم وبين الله إلى الأبد , فإسرائيل كان شعب الله الخاص المفرز له من سائر الشعوب ، ولكن في العهد الجديد تغيرت الحال فلا يوجد شعب بين الأمم يعتبره الله شعباً خاصاً له ، لأن العهد الجديد الذي أسسه الله على الفداء بدم المسيح يشمل كل الأمم والشعوب (انظر يوحنا 4 : 21-24 وأعمال 10: 15 و25) . فمن هنا يتضح أن خروج 31 : 16 معناه طالما كان بنو إسرائيل محتفظين بالعهد المقطوع بينهم وبين الله يجب حفظ السبت إلى الأبد , فالعبارة إلى الأبد الواردة في النص عبارة نسبية ، فشريعة موسى تفيد أن الإنسان في ظرفٍ وأحوال خاصة كان يبقى عبداً إلى الأبد (خروج 21: 6) .ولكن المعنى أن يبقى الإنسان عبداً كل مدة حياته أو إلى سنة اليوبيل التي كان فيها إطلاق المأسورين , ولا يمكن أن يُفهم من الشريعة أن يبقى الإنسان عبداً حتى بعد موته ! فالله بقوله السبت يكون علامة عهد بيني وبين إسرائيل إلى الأبد قصد أن يكون هكذا طالما كان هذا الشعب باقياً في علاقة العهد الكائن بينه وبين الله , وهذا التفسير عينه ينطبق على شريعة الختان ، والذبائح ، وسائر الفرائض والطقوس الخارجية (انظر تكوين 17 : 7 وخروج 12 : 14 ولاويين 3 : 17 و6 : 13و18) . على أن الكنيسة المسيحية ليست مرتبطة بهذه الفرائض على الإطلاق , وليس المراد من كل ما تقدم أن الله قد نبذ شعبه ، فإن شعبه هم كل من آمن بالمسيح وقبله مخلّصاً (رومية 2: 28 و29) .

ســؤال 38 :

 جاء في خروج 31 : 17 هو بيني وبين بني إسرائيل علامةً إلى الأبد , لأنه في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض ، وفي اليوم السابع استراح , ولكن جاء في إشعياء 40 : 28 أما عرفتَ أم لم تسمع ؟ إله الدهر الرب، خالق أطراف الأرض ، لا يكلّ ولا يعيا , ليس عن فهمه فحص  , فكيف تتفق الآيتان ؟

الـــــرد عليه :

 الآية الواردة في إشعياء تتفق مع كل ما يقوله الكتاب المقدس عن الله في أنه روح قدير غير محدود غير متغيّر، فليس له جسد قابل للتعب والضعف , فالقول المتكرر في الكتاب عن الله عاليه يظهر كأنه يتعارض مع ما لله من السمو والعظمة كما هو واضح في إشعياء ومواضع أخرى كثيرة في الكتاب .
وللإيضاح نذكر حقيقتين:
(1) استراح الله في العبرانية يفيد أن الله كفّ عن العمل , فالكلمة العبرانية المترجمة استراح هي شاباث التي منها اشتُقَّت كلمة سبت , والمعنى الأصلي الوارد لهذه الكلمة في القاموس العبراني هو الوقوف والكف , والنص الذي استشهد به هذا القاموس في إيضاح معنى هذه الكلمة هو تكوين 8 : 22 حيث يُقال مدة كل أيام الأرض زرع وحصاد ، وبرد وحر، وصيف وشتاء ، ونهار وليل لا تزال فالعبارة لا تزال الواردة هنا هي ترجمة الكلمة العبرانية شاباث , فليس من المعقول أن تقول استراح في هذه القرينة ، إذ لا يمكن أن يُقال إن الليل والنهار يستريحان , فلا جدال في أن الكلمة العبرانية شاباث تفيد في الأصل الكف أو الوقوف , وهذا هو معناها في خروج 31 : 17, فالصعوبة الموهومة إذاً زالت .
(2) ولكن ماذا تقول عن الجزء الأخير من خروج 31 : 17 إن الله يتنفس , العبرانيون كغيرهم من الشعوب لهم كنايات واستعارات يُكسِبون بها لغتهم البلاغة وحلاوة التعبير ، فليس المراد بها المعنى الحرفي لهذه الاستعارة الواردة هنا, ولكن معناها الحرفي يمكن أن يُترجم : الله قد تنفس بارتياح كما يتنفس الإنسان عندما يفرغ من عمل شاق , وواضح أن هذه مجرد استعارة بديعة كما هي عادتنا نحن الشرقيين في التعبير عندما نتكلم عن الله بعبارات نستعملها في الكلام عن الناس ، وكل مدلول العبارة هو أن الله قد أكمل العمل الذي قصد إتمامه , فإذا حفظنا هذا في أذهاننا نجد أن خروج 31 : 17 وما يشبهها من آيات أخرى لا تتناقض مع الآيات العديدة التي تفيد أن الله روح غير قابل للتعب والضعف .

إن شاء الرب و عشنا نبدأ في سفر  اللاويين  فى أجزاء لاحقا  ........

الاسمبريد إلكترونيرسالة

مشاركات قد تعجبك