قسم الكتاب المقدس
تابع سلسلة الردود على الشبهات ضد الكتاب المقدس
( 5 ) الإعتراضات على سفر التثنية و الرد عليها الجزء الثاني
ســؤال 23 :
جاء في تثنية 21 : 18 -21 أن الأبوين يشكوان الابن المتمرد لشيوخ المدينة ليرجمه الشعب بالحجارة ، مع أن أفسس 6 : 4 تطالب الآباء بعدم إغاظة أولادهم ؟
الـــــرد عليه :
1 - الابن
الذي يأخذه أبواه للقضاة لينال مثل هذا الجزاء هو المعاند المارد المسرف السكير .2 - يتفق الأبوان
في تقديم شكوى ضده لشيوخ مدينته .3 - يكون القضاة
هم أصحاب الحكم القضائي بعد التحقيق .4 - لم نقرأ في
كل التاريخ المقدس أن مثل هذا الأمر حدث .5 - مثل هذا القانون
يضمن سلامة الأسرة والمجتمع .
ســؤال 24 :
ورد في تثنية 23 : 2 ألا يدخل ابن زنى في جماعة الرب , وهذا خطأ ، وإلا يلزم أن لا يدخل داود ولا آباؤه إلى فارص بن يهوذا في جماعة الرب ، لأن فارص من أولاد الزنا كما في تكوين 38 وداود من الجيل العاشر كما يُعلم من نسب المسيح المذكور من لوقا ؟
الـــــرد عليه :
ما ورد في
سفر التثنية هو عن الأمم العمونيين والموآبيين الذين كانوا يستبيحون الزنا كجزءٍ من
العبادة ، فلا يجوز أن يدخلوا في جماعة الرب إلا بعد مضي مدة مديدة ، لينسوا عاداتهم
الذميمة ، لئلا يُفسدوا شعب الله , فلا يصدق هذا الكلام
على داود ولا على شعب الله , فلا يجوز أن يقف المُصرّ على خطاياه أمام الله ، أما من
تاب وندم فتُقبل توبته .
ســؤال 25 :
نقرأ في التثنية 23 : 3 ونحميا 13 : 1 أن موآبياً لا يدخل في جماعة الله إلى الأبد ، ولكن سلسلة نسب متى ولوقا تقولان إن راعوث الموآبية هي جدّة المسيح من داود ، وهذا تناقض ؟
الـــــرد عليه :
فسّر علماء الدين
اليهود هاتين الآيتين هكذ ا : لا يجب أن رجلًا عمونياً أو موآبياً يتزوج امرأة من جماعة
الله إلى الأبد ، ولا حتى إلى الجيل العاشر (عن الترجوم الفلسطيني ) , وهكذا لم يدخل رجل
موآبي في جماعة بني إسرائيل ، إلا إن اعتنق الديانة اليهودية . و راعوث اعتنقت اليهودية ( راعوث 1: 16) , ومن نحميا 13: 3 و23 - 28 نرى
أن نحميا فهم التثنية 23 : 3 على أنها تمنع عابدي الوثن الموآبيين من الدخول في جماعة
بني إسرائيل .كما أن التثنية
تحدد للجيل العاشر , ولم يكن المسيح موآبياً بل يهودياً بالميلاد ، حتى لو أن جدته موآبية
منذ أجيال طويلة ، عددها أكثر من عشرة أجيال !
ســؤال 26 :
يجوز الطلاق في الشريعة الموسوية بكل علة، ويجوز للرجل أن يتزوج المطلقة كما في تثنية 24 : 1 مع إنه لا يجوز الطلاق في الشريعة المسيحية إلا بعلة الزنا ، ومن تزوج بها فهو يزني متى 5 : 32 , وورد في متى 19: 3 - 10 ما معناه : ولما أتى الفريسيون ليجربوه وسألوه : هل يحل للرجل أن يطلق امرأته لكل سبب ؟ أجابهم : أَمَا قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكراً وأنثى ؟ وما جمعه الله لا يفرقه إنسان , فاستفهموا : لماذا أوصى موسى أن يُعطى كتاب طلاق فتطلَّق ؟ قال لهم : إن موسى من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم ، ولكن من البدء لم يكن هكذا وأوضح لهم أن الطلاق لا يجوز إلا لِعلة الزنا , وهذا يعني أن المسيحية نسخت اليهودية ؟
الـــــرد عليه :
الشريعة
الموسوية تقول : إذا تزوج رجل بامرأة ، فإن لم تجد نعمة في عينيه لأنه وجد فيها عيب شيءٍ
، وطلّقها ، لا بأس أن يتخذها غيره , ولكن لا يجوز رجوعها إلى الأول , فقوله عيبُ شيءٍ تشمل الزنا , وقال بعض المفسرين اليهود : المراد بها الزنا، فإذا تابت جاز
اقترانها برجل آخر، والله دوماً يقبل التائبين , لذا تناقض بين الشريعة الموسوية والشريعة المسيحية , على أن المسيح جاء ليكمل الناموس اليهودي
لا لينقضه (متى 5: 17) .
ســؤال 27 :
ورد في تثنية
24 : 16 لا يُقتل الآباء عن الأولاد ، ولا يُقتل الأولاد عن الآباء , كل إنسان بخطيته
يُقتل , وهذا يناقض ما جرى لعخان ، الذي قُتل أولاده الأبرياء معه ، كما جاء في يشوع
7: 24 ؟
الـــــرد عليه :
ما جاء في
التثنية أمر للقضاة الذين لا يجب أن يصدروا حكماً على أحد إلا بعد التحقيق وثبوت التهمة ,
والقاضي لا يحكم على نية المتهم ولا على دوافعه الداخلية, وليس للقاضي أن يتدخل في
شئون المتهم العائلية ، لأنه ليس قاضياً على العائلات ولا على مدن بأكملها .وقد أمر الله في
التثنية بعدم قتل أحد بجريمة آخر لأن بعض الدول الوثنية الظالمة كانت تفعل ذلك ، كما
حدث مع هامان ( أستير 9: 13) والذين اشتكوا على النبي دانيال ( دانيال 6: 24 ) .أما ما جرى مع
عخان فكان بأمر الله الذي يعرف القلوب ، و يعرف مقدار تورّط عائلة
عخان معه في إخفاء ما سرقه ، ويرى الجريمة بكل تفاصيلها ، فأمر يشوع : قم , لماذا أنت ساقط
على وجهك ؟ قد أخطأ إسرائيل ، بل تعدّوا عهدي الذي أمرتهم به ، بل أخذوا من الحرام ( يشوع
7: 11 ) .
ســؤال 28 :
في تثنية 27 : 2 و 3 أمر موسى بني إسرائيل : فيوم تعبرون الأردن إلى الأرض التي يُعطيك الرب إلهك ، تقيم لنفسك حجارة كبيرة ، وتَشِيدها بالشِّيد ، وتكتب عليها جميع كلمات هذا الناموس وكتابة التوراة على الحجارة أمر مُستبعَد ؟
الـــــرد عليه :
أراد موسى
أن ينقش بنو إسرائيل الأقوال الأخيرة التي أوصاهم بها الرب على الحجارة ، لتكون نصب
أعينهم ، وتبقى ثابتة ، لأنها ملخّص الشريعة وخلاصتها . فموسى أمر بني إسرائيل بكتابة كلمات التوراة
على حجارة كبيرة للمحافظة عليها ، ولتكون معروفة عند الخاص والعام ، فقال في تثنية
32 : 46 و47 : وجّهوا قلوبكم إلى جميع الكلمات التي أنا أشهد عليكم بها اليوم ، لتوصوا
بها أولادكم ، ليحرصوا أن يعملوا بجميع كلمات هذه التوراة ، لأنها ليست أمراً باطلًا
عليكم ، بل هي حياتكم ، وبهذا الأمر تطيلون الأيام على الأرض التي أنتم عابرون الأردن
إليها لتمتلكوها , فالتوراة حياتهم وعلى حفظها تتوقف سعادتهم .كانت الأمم في
الأزمنة القديمة ينقشون على الحجارة ما يرغبون تخليده ، فكان المصريون يشيدون المعابد
ويرسمون عليها طرق عبادتهم وعاداتهم ومعاملاتهم وصنائعهم ، وينشئون المسلات وينقشون
عليها الحوادث المهمة , وقد مضت عليها ألوف السنين وهي باقية إلى اليوم .ثم أن أنبياء بني
إسرائيل كانوا يقيمون الحجارة تثبيتاً للعهد ، فيشوع النبي أوصى بني إسرائيل بحفظ شريعة
الرب وقطع عهداً معهم ، وأخذ حجراً كبيراً ونصبه هناك تحت البلوطة التي عند مقدس الرب ,
ثم قال يشوع لجميع الشعب إن هذا الحجر يكون شاهداً علينا ، لأنه قد سمع كل كلام الرب
الذي كلمنا به ، فيكون شاهداً عليكم لئلا تجحدوا إلهكم ( يشوع 24: 27 ) . وفي تكوين
31 : 45 اتخذ يعقوب حجراً ليكون شاهداً ، فكانت العادة إقامة النصب للشهادة وتثبيت العهد ،
وهو يؤيد أن الأمة اليهودية كانت أحرص الناس على حفظ التوراة .
ســؤال 29 :
جاء في تثنية 31 : 2 وقال لهم : أنا اليوم ابن 120 سنة , لا أستطيع الخروج والدخول بعد ، والرب قد قال لي : لا تعبر هذا الأردن بينما يقول في تثنية 34 : 7 وكان موسى ابن 120سنة حين مات ، ولم تكل عينه ولا ذهبت نضارته , وهذان قولان متناقضان ؟
الـــــرد عليه :
الصعوبة هي أن أحدهما يظهر كأنه يصف موسى بالضعف والاضمحلال في شيخوخته ، بينما الثاني يفيد صريحاً أن عينه لم تكل ولا ذهبت نضارته , ولكن ما يجب ملاحظته هو أن تثنية 31 : 2 لا يفيد أن موسى قد ساد عليه الضعف الذي يلازم الشيخوخة عادة ، بل فقط يقول عن نفسه إنه لا يستطيع الخروج والدخول بعد , وبلا شك أنه كان قد تحقق قرب نهاية أيامه على الأرض ، فبنو إسرائيل في ذلك الوقت كانوا قد وصلوا إلى نهر الأردن ، ولم يكن ممكناً لموسى أن يقود الشعب في عبور النهر لأن الله كان قد أمر بهذا , فيُستفاد من قوله هنا إنه يقول للشعب إنه أوشك أن يتركهم , والتعبير دخول وخروج يُقال أحياناً عن قادة الشعب للدلالة على مركزهم وعملهم ( قابل عدد 27 : 17 ) .يفهم من هذه العبارة أن موسى لم يكن بعد ممكناً له أن يظل قائداً لإسرائيل .
ســؤال 30 :
لو كان سفر التثنية وحي الله لموسى لعبّر عن نفسه بصيغة المتكلم ، ولَمَا كان يعبّر عن نفسه بصيغة الغائب كما في تثنية 31 : 9 و46 و47 ؟
الـــــرد عليه :
راجع تعليقنا
على تثنية 1 : 1 - 5 سابقا .
ســؤال 31 :
جاء في تثنية 32 : 4 هو الصخر الكامل صنيعه , إن جميع سبله عدل , إله أمانة لا جور فيه , صِدِّيق وعادلٌ هو , وهذا يعني أن الله عادل ، ولكن هذا منقوض بقوله في عاموس 3 : 6 : هل تحدث بليَّة في مدينة والرب لم يصنعها ؟
الـــــرد عليه :
يمكننا التوفيق
بين التعليم السامي الجليل عن الله ، وبين الآيات التي تُظهر كأنه هو منشئ الشر ، مثل
عاموس 3 : 6 وإشعياء 45 : 7 وإرميا 18 : 11 و2تسالونيكي 2 : 11 و12 وغيرها :-
(1) عند درس قرينة
النص الوارد في عاموس نجد أن الكلام لا يُقصد به الشرور الأخلاقية بل النكبات الطبيعية
كالزلازل والعواصف وغيرها , فهذه المصائب لا يمكن أن تقع على مدينة ما لم يسمح بها الله
ضابط الطبيعة ومُسيِّرها . فلا يظن أحد أن سماح الله بوقوع مثل هذه النكبات يتعارض مع
قداسته وصلاحه ، إذ بهذه الوسيلة يعاقب فاعلي الشر ويؤدب أولاده في الوقت نفسه لخيرهم ,
فلا بد إذاً أن يتمم مقاصده الصالحة بهذه الطريقة فهي لمجد اسمه ولخير الناس ، لأن الضيقات تكون باعثاً للناس على التوبة والرجوع إلى الله , فالإنسان يشبه طفلًا يحسب تأديب
أبيه له قساوة وخشونة ، إلى أن يكبر ويدرك معنى الشر ونتائجه الوخيمة ( قابل عبرانيين
12: 5-11) .ويقول بعض الناس
غير المفكرين: لو كان الله صالحاً وشفوقاً لما سمح بالجوع والوباء والحروب وسواها مما
يؤلم البشر , وهؤلاء يجهلون أن هذا العالم شرير ، ولا بد من وقوع القصاص عليه لإصلاحه .
(2) ثم أمامنا
سؤال عسير وهو : ما هو موقف الله من الشر الأخلاقي ؟ إن كان الله لا يمدّ اللص بهواء
يستنشقه وطعام وشراب يغذي بهما بدنه لا يستطيع أن يسرق ويسلب ! هذه حقيقة لا يمكن إنكارها ,
ولكن هل هذا يبيّن مصادقة الله على شر الشرير؟ كلا البتة ! فهو يشرق شمسه على الأبرار
والظالمين ، ولكن الشرير يتخذ وسائط الحياة والراحة وسيلة لإتمام مقاصده السيئة , وهذا
يعني أن الله يسمح بوقوع الشر لكنه لا يصادق عليه , فهو يعامل الإنسان باعتباره مسئولًا
أمامه , ومع أنه قادر على كل شيء، لكنه لا يرغم الإنسان على الرجوع عن طرقه الشريرة
إلى أن تنتهي الفرصة المعينة له , ولكنه على الدوام يجاهد بروحه مع الخاطىء للإتيان
به إلى التوبة , فلا يوجد إذاً أقل احتجاج على قداسته .
(3) لا يزال أمامنا
سؤال آخر : يقول الكتاب إن الله أحياناً ليس فقط يسمح بوقوع الشر بل يسبّب حدوثه, ونقتبس
بهذه المناسبة 2تسالونيكي 2 : 11 و12 ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدّقوا
الكذب ، لكي يُدان جميع الذين لم يصدقوا الحق ، بل سُرُّوا بالإثم .فالقول : سيرسل
إليهم الله عمل الضلال معناه أن الله يسحب يده المانعة ، فيجد الشيطان مجالًا لإتمام
مقاصده الشريرة , قد يسمح الله للناس بالوقوع في الشر والخطأ ، ولكن كلماسمح بهذا كان
قصاصاً منه تعالى على تعمُّد الحيدان عن الحق ورفضه , ومن الطرق الظاهرة الجلية في معاملات
الله أنه أحياناً يعاقب على فعل الشر بأن يسمح لصاحبه بالوقوع في شر أردأ , فالله لا
يعطي الشرير غير التائب قوة مانعة عندما يقصد التمادي في شره ( اقرأ رومية 1:
18- 24 ) حيث ينسب بولس انحطاط الوثنيين الأخلاقي إلى قضاء الله العادل ، لأنهم يحجزون
الحق بالإثم ويعبدون الأوثان , فلا نجد هنا تناقضاً بين صفات الله المختلفة , فهو صالح
وعادل في الوقت نفسه ، كما أن القاضي الجالس على كرسي القضاء كثيراً ما يحكم على المجرمين
بالإعدام ولو كان ذا قلب عطوف, فالصلاح والعدل صفتان مجتمعتان معاً لكنهما لا تتعارضان .فلنتذكر إذاً أنه
عندما يقول الكتاب إن الله قد أرسل عمل الضلال أو ما يشبه هذا ، فهو يقصد تنفيذ قصاصه
العادل بأن يكفّ عن محاولة إرجاع الخاطئ بعمل روحه القدوس فيه .
ســؤال 32 :
جاء في تثنية 33 : 2 جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران وأتى من ربوات القدس ، وعن يمينه نار شريعة لهم , فما هو المقصود بسيناء وسعير وفاران ؟
الـــــرد عليه :
يحتوي تثنية
33 على بركة موسى لبني إسرائيل قبل موته ، فقال إن الله جاء لبني إسرائيل في جلال ومجد
ليقطع معهم عهداً ويعطيهم شريعته ، وذلك من سيناء ، من الشرق كما تشرق الشمس , وكان السحاب
على جبل سيناء كثيفاً يشبه الدخان ، فكان الجبل يرتجف كله ( خروج 19: 18 ) . ويقول المرنم
في مزمور 68: 8 الأرض ارتعدت , السماوات أيضاً قطرت أمام وجه الله , سينا نفسه من وجه
الله إله إسرائيل ,وأشرق الله لبني
إسرائيل من جبل سعير ، وهو أرض أدوم الجبلية على الجانب الشرقي من البرية العربية .وتلألأ الله لبني
إسرائيل من جبل فاران ، وهي صحراء جنوب يهوذا ( 1صموئيل : 1- 5 ) شرق برية بئر سبع وشور ( تكوين 21 : 14 و21 ) . وكانت فيها مدينة قادش ( العدد 13: 26 ) وبطمة فاران ، المعروفة اليوم
باسم إيلات ، غرب العقبة على البحر الأحمر ( تكوين 14: 6 ), وفي هذه البرية تنقّل بنو
إسرائيل 40 سنة , وقد جاء ذكر فاران في تكوين 14: 6 والعدد 10: 12 12: 16 و13: 3 وتثنية
1: 1 و1ملوك 11: 18 وفي غير ذلك .وفي تثنية 33 يذكّر
موسى بني إسرائيل بفضل الله عليهم ، بأن أعطاهم شريعته فضاءت لها القمم العالية لجبال
سيناء وسعير وفاران ، الجبال الثلاثة المتجاورة الواقعة في شبه جزيرة سيناء, هناك قطع
الله عهده معهم ، لأنه أحب شعبه ، وهم جلسوا عند قدميه يتقبَّلون أقواله (آية 3) فأوصاهم
بناموس موسى ، ميراثاً لآل يعقوب (آية 4) .
ســؤال 33 :
قال آدم كلارك إن الأصحاح الأخير من التثنية ليس من أقوال موسى ، لأنه لا يمكن أن يذكر الإنسان خبر وفاته ودفنه, فآخِر أقوال موسى هي أصحاح 33 ؟
الـــــرد عليه :
الروح القدس
الذي ألهم يشوع أن يكتب الكتاب التالي (وهو سفر يشوع) يلهمه طبعاً تدوين ختام سفر التثنية ,
ولذلك يكون التثنية 34 هو الأصحاح الأول من سفر يشوع ، فإن كتاب التثنية
ينتهي في الأصل بهذه الآية : طوباك يا إسرائيل ، من مثلك يا شعباً منصوراً بالرب ترس
عونك , وإن الأصحاح الأخير من سفر التثنية كان في الأصل الأصحاح الأول من سفر يشوع ،
ولكنه نُقل من سفر يشوع وجُعل في آخر سفر التثنية على سبيل الإتمام , وهذا الرأي هو
طبيعي إذا عرفنا أن التقاسيم والفواصل والأصحاحات جاءت بعد تدوين هذه الكتب بمدة طويلة،
فإنه في تلك الأزمنة القديمة كانت عدّة كتب تتصل ببعضها في الكتابة بدون فواصل ، فكان
يمكن نقل أوّل كتاب إلى آخر الكتاب السابق ، فيُعتبر مع تمادي الزمن خاتمة له ( كما في
التثنية ) . وهذا ما حدث لكاتب سفر التثنية وموته .وقال أحد الباحثين لا بد أن يشوع توجَّه مع موسى إلى الجبل ، فكما أن إيليا وأليشع كانا يسيران ويتكلمان ،
وإذا مركبة من نار وخيل من نار فصلت بينهما ، فصعد إيليا في العاصفة إلى السماء ( 2ملوك
2: ) كذلك كان الحال مع موسى ويشوع ، فإن يشوع كان ملازماً لموسى إلى أن أخذه الله منه ،
فسجّل يشوع قصة موت موسى .
ســؤال 34 :
جاء في التثنية 34 : 10- 12 ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى , ولكن أنبياء كثيرين عملوا معجزات مثل موسى وأعظم ؟
الـــــرد عليه :
لا تقول
عبارة التثنية إنه لن يقوم نبي كموسى ، ولكن إلى وقت كتابة هذا الأصحاح لم يقم نبي كموسى .ثم أن عظمة موسى
كانت في الشريعة التي أعطاها الرب له ، أكثر منها في المعجزات التي أجراها , وفي هذا
ليس نظير لموسى!
إن شاء الرب و عشنا نبدأ في سفر يشوع لاحقا ........